> في اليمن، كما في كثير من جمهوريات العبث، لا تأتي استقالات المسؤولين كخيارٍ نابع من ضمير أو شعور بالتقصير، بل كإجراء شكلي يغلف قرارًا فُرض من أعلى، غالبًا تحت ضغط التحالف أو وفق تفاهمات غير معلنة بين أطراف السلطة المتصارعة.
رئيس الوزراء د. أحمد عوض بن مبارك الذي بدأ ولايته بتعهدات إصلاحية وقرارات جريئة، واصطدم لاحقًا بجدار الفساد العميق والشللية السياسية، خرج من المشهد بعد حملة استهداف واضحة قادها خصومه من داخل "البيت الرئاسي" نفسه، فهل استقال حقًا؟ أم أقيل تحت غطاء بيان ناعم أُريد له أن يكون "محترمًا" من باب ذر الرماد في العيون؟
الواقع أن مسألة الاستقالة في اليمن باتت مصطلحًا فاقدًا لمعناه، فغالبًا ما تأتي بأمر، وتُصاغ ببيان، ويُهلل لها إعلام الطرف المنتصر وكأنها نصر سياسي، بينما تبقى الأزمات كما هي، بل يزداد الغرق عمقًا.
المشهد الحالي لا يبعث على التفاؤل، فإقالة بن مبارك أو استقالته، لا تغير شيئًا في منظومة مأزومة، فاسدة، غارقة في التبعية والمناكفات، بل لعل رحيله يرمز إلى هزيمة أخرى لمحاولة الإصلاح، ويكشف أن من يقود البلاد لا يريد إصلاحًا، بل يريد مديرًا مطيعًا ينفّذ فقط، ولا يسأل: لماذا؟ وكيف؟
ختامًا: سواءً أقيل أو استقال، فالنتيجة واحدة: لا حكومة قوية، لا خطة إنقاذ، ولا مشروع دولة.
بل تدوير في دوامة الفشل، وأيادٍ خارجية لا تزال تمسك بالخيوط.
رئيس الوزراء د. أحمد عوض بن مبارك الذي بدأ ولايته بتعهدات إصلاحية وقرارات جريئة، واصطدم لاحقًا بجدار الفساد العميق والشللية السياسية، خرج من المشهد بعد حملة استهداف واضحة قادها خصومه من داخل "البيت الرئاسي" نفسه، فهل استقال حقًا؟ أم أقيل تحت غطاء بيان ناعم أُريد له أن يكون "محترمًا" من باب ذر الرماد في العيون؟
الواقع أن مسألة الاستقالة في اليمن باتت مصطلحًا فاقدًا لمعناه، فغالبًا ما تأتي بأمر، وتُصاغ ببيان، ويُهلل لها إعلام الطرف المنتصر وكأنها نصر سياسي، بينما تبقى الأزمات كما هي، بل يزداد الغرق عمقًا.
المشهد الحالي لا يبعث على التفاؤل، فإقالة بن مبارك أو استقالته، لا تغير شيئًا في منظومة مأزومة، فاسدة، غارقة في التبعية والمناكفات، بل لعل رحيله يرمز إلى هزيمة أخرى لمحاولة الإصلاح، ويكشف أن من يقود البلاد لا يريد إصلاحًا، بل يريد مديرًا مطيعًا ينفّذ فقط، ولا يسأل: لماذا؟ وكيف؟
ختامًا: سواءً أقيل أو استقال، فالنتيجة واحدة: لا حكومة قوية، لا خطة إنقاذ، ولا مشروع دولة.
بل تدوير في دوامة الفشل، وأيادٍ خارجية لا تزال تمسك بالخيوط.