جاء الهدهد من أرض سبأ، من اليمن بشيرًا للسلام وحاملًا "نبأً عظيمًا" إلى نبي الله سليمان، وكأن الله أراد أن يكون أول ذكرٍ لليمن في القرآن مقترنًا بالحكمة، والنبأ، والسلام.
(وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) بهذه العبارة بدأت رحلة الهدهد من أرض الحضارة إلى ساحة النبوة، وفيها من الدلالات ما يُغني عن كثير من الخُطب. لم يكن النبأ حربًا، ولا خصومة، بل حوارٌ ونقاشٌ وبحث عن الحق. نقل الهدهد ما رآه من واقع، فكان مبلّغًا حكيماً، ومبادرًا بالخير. لقد اختار أن يبلغ رسالته بطريقة سلمية، عاقلة، تُقدّم المعلومة بصدقٍ دون تشويه، وتنقل الواقع دون إثارة، ثم يترك القرار للنبي الحاكم بالحكمة.
ولكن ماذا عن رسائل اليمنيين اليوم..؟
إذا كان الهدهد قد خرج من سبأ برسالة سلام، فما بالنا نحن -أبناء سبأ- نضيّع فرص التعايش ونغلق أبواب التسامح؟ إذا كانت اليمن كما وصفها القرآن "بلدة طيبة ورب غفور"، فإن الطيبة تقتضي رحابة في قبول الآخر، والغفران يتطلب تجاوزًا للخلافات، واعترافًا بتنوع البشر واختلافاتهم.
الهدهد كان يحمل بين جناحيه رسالتين:
رسالة وعي بالواقع كما هو، لا كما يُراد له أن يُروى.
ورسالة دعوة للتغيير بالحكمة والبصيرة.
إن التعايش في اليمن اليوم ليس ترفًا، بل ضرورة في ظل ما تعانيه البلاد من أزمات، لا مخرج لها إلا من خلال ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وقبول التنوع الديني والمذهبي، والعيش المشترك. فاليمن، يمكن أن تنهض اليوم إن استلهمت من الهدهد شجاعته في حمل النبأ، وصدقه في نقل الواقع، وسلامه في الطرح.
الهدهد لم يحتقر قوم سبأ رغم شركهم، ولم يدعُ إلى تدميرهم، بل نقل قصتهم بعين البصيرة لا بعين الخصومة، فاستحق أن يُخلّده الوحي ويُذكر في كتاب خالد.
فلنكن كالهدهد... نطير فوق تفاصيل الاختلاف، ونرتفع عن صغائر الخلاف، وننقل الرسائل التي تعمر لا تهدم، والتي تُصلح لا تفسد.
من اليمن جئنا، فليكن نبأنا دومًا عظيمًا بالسلام، بالحكمة، وبالتعايش.
ودمتم سالمين.
(وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) بهذه العبارة بدأت رحلة الهدهد من أرض الحضارة إلى ساحة النبوة، وفيها من الدلالات ما يُغني عن كثير من الخُطب. لم يكن النبأ حربًا، ولا خصومة، بل حوارٌ ونقاشٌ وبحث عن الحق. نقل الهدهد ما رآه من واقع، فكان مبلّغًا حكيماً، ومبادرًا بالخير. لقد اختار أن يبلغ رسالته بطريقة سلمية، عاقلة، تُقدّم المعلومة بصدقٍ دون تشويه، وتنقل الواقع دون إثارة، ثم يترك القرار للنبي الحاكم بالحكمة.
ولكن ماذا عن رسائل اليمنيين اليوم..؟
إذا كان الهدهد قد خرج من سبأ برسالة سلام، فما بالنا نحن -أبناء سبأ- نضيّع فرص التعايش ونغلق أبواب التسامح؟ إذا كانت اليمن كما وصفها القرآن "بلدة طيبة ورب غفور"، فإن الطيبة تقتضي رحابة في قبول الآخر، والغفران يتطلب تجاوزًا للخلافات، واعترافًا بتنوع البشر واختلافاتهم.
الهدهد كان يحمل بين جناحيه رسالتين:
رسالة وعي بالواقع كما هو، لا كما يُراد له أن يُروى.
ورسالة دعوة للتغيير بالحكمة والبصيرة.
إن التعايش في اليمن اليوم ليس ترفًا، بل ضرورة في ظل ما تعانيه البلاد من أزمات، لا مخرج لها إلا من خلال ترسيخ قيم التسامح والتعايش، وقبول التنوع الديني والمذهبي، والعيش المشترك. فاليمن، يمكن أن تنهض اليوم إن استلهمت من الهدهد شجاعته في حمل النبأ، وصدقه في نقل الواقع، وسلامه في الطرح.
الهدهد لم يحتقر قوم سبأ رغم شركهم، ولم يدعُ إلى تدميرهم، بل نقل قصتهم بعين البصيرة لا بعين الخصومة، فاستحق أن يُخلّده الوحي ويُذكر في كتاب خالد.
فلنكن كالهدهد... نطير فوق تفاصيل الاختلاف، ونرتفع عن صغائر الخلاف، وننقل الرسائل التي تعمر لا تهدم، والتي تُصلح لا تفسد.
من اليمن جئنا، فليكن نبأنا دومًا عظيمًا بالسلام، بالحكمة، وبالتعايش.
ودمتم سالمين.