استغرب أن هناك ثلة من الكوادر السياسية الجنوبية.. لا يحبذون بل يعارضون مسألة فض الشراكة مع الشرعية الاحتلالية.. وحجتهم أن الانتقالي غير مستعد وغير مؤهل للإدارة الذاتية للجنوب، زاعمين أن قياداته وكوادره الحالية أثبتت فشلها خلال العقد الماضي ما بعد التحرير 2015م.

طيب ما الحل إذا الشراكة ورطت الجنوب أكثر وأوصلت الجنوب إلى الحضيض ومن خلالها:

- تسيد الشريك المحتل للأرض والسلطة.

- تصدر الشريك المحتل المشهد السياسي والاقتصادي داخليا وخارجيا.

- أخذ معظم الحقائب السيادية.

- عبث بالموارد.

وأدار أزمات قاتلة منها:

- تدهور الخدمات.

- إرهاق معيشة الناس.

- علق القوانين والأحكام القضائية.

- سخر المال العام في اتجاهات لا تخدم شعب الجنوب.

- شكل جيوش ندية ورديفة للجيش الجنوبي.. بغية المواجهة جنوبيا وإشعال فتيل فتنة عسكرية جنوبية.

لقد لاحظنا من تجربة البقاء في الشراكة أن حصادها كان ولازال مرًا.. فكيف السبيل؟! ولماذا البقاء مع شريك عدو للأرض والشعب الجنوبي قولا وفعلا وتجربة ؟!

ألا يستطيع شعب الجنوب أن يفجر طاقات كوادره التي لم تستثمر بعد سياسيًا ...؟!

ما المانع من أن يكون لدينا كجنوبيين مركز معلومات وطني جنوبي في كل محافظة، يتم من خلاله حصر كل الكوادر وفي مختلف التخصصات؟!

ولماذا لا تجرى مشاورات ولقاءات جنوبية جادة بين قيادة المجلس الانتقالي الجنوبي وبين كل النخب الأكاديمية والعلمية وبمختلف التخصصات. وعبر هذه المشاورات واللقاءات العملية يتم وفق معايير معينة استقطاب نماذج عالية المستوى والخبرة والقدرة.. وتوزع وتكلف في مهام سياسية واقتصادية وخدمية وعسكرية وأمنية.

وأثناء اتخاذ القرار هذا تنتقل هذه النخب المتخصصة لإعداد خطط وبرامج عاجلة لمواجهة ما خلفته الشراكة الفاشلة مع شرعية المحتل من أزمات يتم تشخيصها في كل مجال ووضع المعالجات التدريجية لها وباستخدام قوانين وتشريعات تسير عليها وبالتعاون مع السلطات القضائية الجنوبية.

الحديث ذو شجون وخيار الخروج من مأزق الشراكة لا مناص منه.. إذا أردت للجنوب أن يبدأ بالخطوة الأولى لطريق الألف ميل.

هذا تصوري وهذا رأيي

أما التقوقع والبقاء رهينة للشراكة البائسة بحجة أن الانتقالي لا توجد لديه أدوات سياسية فاعلة.. ولن يستطيع أن يقود مسيرة العمل السياسي الجنوبي لوحده، معناه بث روح الإحباط والاستكانة محلك سر... فعمر الجنوب في تاريخه الطويل ما ارتهن لأفراد ولا لقيادات بعينها.

فليتدبر الجنوبيين أمورهم بحنكة بعيدا عن حسابات الولاءات إذا أردنا جنوبا كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا.

فهل نفكر ونبدأ عبر مراكز عمليات سياسية واقتصادية وعسكرية وأمنية لكل محافظة؟ مراكز تفتح مع بعضها البعض خطوط ساخنة لسرعة ترتيب ما طرحناه في قلب حديثنا ورأينا هذا.

والله من وراء القصد