الجمعة, 17 يناير 2025
441
شكلت تحويلات المغتربين اليمنيين خلال عقدي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي أكبر رافد لميزانية الجمهورية العربية اليمنية وإلى حد متواضع لميزانية جمهورية اليمن الديموقراطية.
انكمشت تلك التحويلات كثيرًا بعد طرد أكثر من مليون مغترب يمني من السعودية وبعض دول الخليج الأخرى عقابًا لعلي عبدالله صالح الذي تنكر لدولة الكويت الشقيقة التي دعمت اليمنيين حينذاك بمشاريع لا تحصى وبالذات في بناء وتجهيز المدارس والمستشفيات والجامعات وغيرها من المشاريع التي لا ينكرها أو يتنكر لها إلا جاحد، وقرر أن يدعم صدام حسين لاحتلاله للكويت الشقيق والكريم مما أصاب اليمن وشعبها بمقتل.
ومن المفارقات العجيبة والغريبة أن المغتربين اليمنين اليوم هم رجال الدولة من رؤساء ووزراء ووكلاء وسفراء وأعضاء مجلسي النواب والشورى إلى آخر القائمة.. هؤلاء اليوم يشكلون حجما مهولا من المغتربين اليمنيين مع الفارق أن رغم اغترابهم وبدلاً من تحويلاتهم على جزء من العملات الصعبة التي يتقاضونها في المهجر إلى البلاد، لكنهم يستمرون في شفط الأموال الشحيحة من الداخل وتهريبها واستثمارها في الخارج، مع العلم أنهم لا يجهلون أنّ أفراد شعبهم يتضورون جوعاً وعطشاً وحرماناً من أساسيات الحياة الكريمة من أمن وأمان وتعليم وخدمات صحية وغيره.. متى يا ترى ستصحو الضمائر ويفيق المسؤولون؟