تلقيت من احد الصدقاء رابطا لبوست لقاء مع فاطمة العولقي وهي من اب شبواني واما روسية تزوجها اثناء دراسته،فاطمة سردت قصتها ومعاناتها من ظروف الحياة القاسية ظروف الحرب التي باعدت بين ابيها واسرته، وما عانته من ذلك البعد سردا موفقا ومؤثرا فكانت تعرج لكل منعطف من حياتها بسرد درامي مؤثر كابدع من يقص حياته،سمعت من سابق عن قصتها نثرات ولكن البوست باحتراف استنطق قصتها شبه كاملة في محطات من حياتها التي اكتنفتها الصعوبات مع اسرتها وأسرة ابيها بعد زواجه من اخرى .. الجميل اني استمعت لقصتها في أول أيام عيد الفطر 2025،بالرغم من انشغالات العيد حرصت ان استمع وانصت اليه بسمعي وبصري وكل جوارحي .. فتركت لليراع ان يبوح ببعض ما جال في صدري من اثر وتأثر، فقلت جميلة انتي يا فاطمة ليس شكلا بل روحا وفكرا، كنتي مبدعه في سردك لقصتك المؤلمة ،سردا تكتنفه الاهات والالام التي كانت تصعد بتلقائية من صدرك الموجوع،وخلال سردك لم تجرحي أحدا حتى لمن اساؤوا اليك،وهذا بحد ذاته عظمة وسمو في الاخلاق .. كم كنتي عظيمة في تحملك للمصاعب والمعاناة - بين روسيا وعدن ودمشق - التي تهد الجبال وليس البشر من لحم ودم .. فعلا بصبرك وجلدك حفرتي صخور الحياة باناملك الرقيقة واضافرك لتنبثق لك كوة ضوء من كل صخرة معاناة في محطات حياتك لتضيء لك طريقك،ان ما عانيتيه يعود جزء كبير منه للظروف القاسية التي مرت وتمر بها بلدك، من حروب وماسي ادت الى تشتت الاسر وتفككها،اتذكر في السبعينات والثمانينات في زمن استقرار الجنوب هناك طلاب من زملائي وزميلاتي من جنوبنا الحبيب ارتحلوا للدراسة في روسيا وبلدان عديدة في الشرق والغرب، وتزوجوا من اجنبيات وانجبوا منهن وعادوا بهم إلى وطنهم وعاشوا سعداء واحتضنهم مجتمعنا الطيب بكل حب وتقدير،قد يلقى المتزوج بعض المعارضة من الأهل،بتأثير ثقافة عدم تقبل زواج الابن من اجنبية،ولكن سرعان ما تتبدد هذه المعارضة،وتتغير النظرة تجاه القادم من زوجه وأبناء، ولكن والدك يبدو انه عاش ظروف حرب مدمرة وهي من أقسى الظروف التي مرت بها البلاد جعلته يغيب عنكم فترات زمنية،ولكن مع هذا لا نعطيه العذر،بممارسة القسوة تجاه امك العظيمة التي بادلته الجفاء بالحب دون ثمن وربتكم احسن تربية وتحملت معكم المعاناة حتى حققتي حلمك بان أصبحتي رقما ممميزا في عالم المحاماة ،اوجه تحية الاجلال والتعظيم لأمك الرائعة والتي تعد نموذجا لامرأة اتسمت بالكفاح والصبر والجلد والحب والعطاء .. حقيقة يا سعادة المحامية فاطمة العولقي لا استطيع ان اقول الا انك رمزا وعنوانا وقدوة لكل فتاه في الوطن العربي وليس في بلدك فحسب .. قصتك وقصة كفاحك وفكرك ونظرتك الايجابية للحياة هي قصة نجاح ملهمة للفتاة العربية لتشق طريقها مهما كانت العوائق والصعاب،حقيقة يا فاطمة انتي بذرة طيبة ارادها الله ان تنبت في قلب روسيا لتنموا وتسقى بماء المعاناة لتنبثق منها وردة متفتحة يفوح اريجها ليملا صدورنا جميعا بعبق الأمل والرجاء في غد افضل .. ،فتحية لك من القلب يا بنت شبوه تحية لك ولامك من صحاري ووديان وشعاب شبوه ..
عبدالله محمد الجفري