الخميس, 08 مايو 2025
254
تعيش مدينة عدن، حالة من التوتر والاحتقان الشعبي نتيجة الأزمات الاقتصادية والمعيشية التي تعصف بسكانها، ورغم الظروف الصعبة التي يواجهها المواطنون، فقد فضلوا البقاء في بيوتهم، على الخروج في مظاهرات سلمية، رغم التحديات الجسيمة التي تهدد حياتهم اليومية، على نحو لا يعبر فقط عن حالة من اليأس، بل وعن قناعة راسخة لديهم بأن الحكومة لن تستجيب لمطالبهم.
وعلى مر السنوات، وحتى الامس القريب شهدت عدن العديد من الاحتجاجات الغاضبة التي عبرت عن سخط المواطنين تجاه الأوضاع المعيشية والاقتصادية والخدمية، ومع ذلك، فإن السلطات الأمنية قامت بقمع هذه الاحتجاجات بوحشية، مما أدى إلى إحباط شعور الناس بالقدرة على إحداث تغيير. فكلما خرج المواطنون إلى الشارع، كانت النتيجة هي العنف والمزيد من القمع، مما جعل الكثيرين يعتقدون أن أي محاولة للتظاهر السلمي لن تؤدي إلى نتائج ملموسة.
تتجلى هذه الحالة من الإحباط في عدم ثقة المواطنين في الحكومة والسلطات المعنية. حيث أصبحوا يشعرون أن أي دعوة للخروج في مظاهرات سلمية قد تضرهم أكثر مما تنفعهم. فالخوف من الاعتقال أو التعرض للعنف دفع الكثيرين إلى اتخاذ قرار البقاء في منازلهم، رغم أنهم يعانون من أزمات خانقة تشمل ارتفاع الأسعار ونقص الخدمات الأساسية.
إن قرار المواطنين بعدم الخروج في مظاهرات سلمية لا يعود فقط إلى الخوف من القمع، بل هو أيضاً نتيجة لعدم وجود أمل حقيقي في التغيير. فالكثيرون يرون أن الحكومة التي لم تتأثر ولم تستجيب للاحجاجات الشعبية الغاضبة لا يمكن ان تستجيب للمظاهرات السلمية الهادئة. وبالتالي، فإنهم يفضلون تجنب المخاطر المحتملة بدلاً من المجازفة بحياتهم وأمانهم.
وفي ظل هذه الظروف، يصبح من الضروري أن تعمل الحكومة على إعادة بناء الثقة مع المواطنين وأن تدرك أن تجاهل مطالب الناس لن يؤدي إلا إلى تفاقم الأوضاع وزيادة الاحتقان. والاستجابة للمظالم الاقتصادية والاجتماعية ليست مجرد واجب حكومي، بل هي ضرورة ملحة لضمان الاستقرار والأمان في المدينة.
إن الوضع الراهن في عدن يعكس حالة من اليأس وفقدان الثقة بين المواطنين والحكومة. وقد أدى قمع الاحتجاجات وعدم الاستجابة لمطالب الناس إلى اتخاذ قرار البقاء في المنازل، مما يعكس عدم الرغبة في المجازفة بحياتهم من أجل أهداف يدركون أنها لن تتحقق. لذا، يتطلب الأمر تحركاً جاداً من الحكومة لإعادة بناء الثقة واستعادة الأمل لدى المواطنين، وإلا فإن الوضع سيظل على ما هو عليه، مع استمرار معاناة الناس وتفاقم الأزمات.