> فيتنام «الأيام» ا.ف.ب :

يروي روجر كاستيو اليتيم المولود في فيتنام والذي تم تهريبه على عجل من جحيم الحرب في بلاده عام 1975 "كانت لي اربع امهات وفي كل مرة كان لي اسم مختلف"، وهو يعود اليوم الى موطنه الاصلي بحثا عن اجوبة لاسئلة تراوده عن ماضيه الاليم.

كاستيو الطبيب في السابعة والثلاثين من العمر المقيم في كاليفورنيا هو من بين 21 يتيما عادوا الى هو شي منه العاصمة الاقتصادية لجنوب فيتنام، بعد ثلاثين عاما على اجلائهم منها في وقت كانت لا تزال تدعى سايغون.

واتاحت عملية "بايبيليفت" التي نظمها آنذاك اد دالي مؤسس شركة "وورلد ايروايز" للطيران اجلاء بضعة الاف من الايتام قبيل سقوط عاصمة نظام فيتنام الجنوبية بين ايدي القوات الشيوعية الشمالية في 30 نيسان/ابريل 1975.

واليوم وفيما يستعد رئيس الوزراء الفيتنامي بان فان خاي للقيام بزيارة تاريخية الى الولايات المتحدة ستكون الاولى على هذا المستوى منذ انتهاء حرب باتت من الماضي، يقوم هؤلاء الايتام برحلة العودة في الاتجاه المعاكس.

ويعلق روجر لدى زيارته دار الايتام في فو مي حيث يقيم 560 طفلا من الايتام والمعوقين "انها قريبة جدا من البيت"، في اشارة الى دار ايتام اخرى تقع على مسافة بضعة كيلومترات.

وروجر الذي انضم الى قافلة الاطفال المتروكين بعد ثلاثة ايام على ولادته، ربته والدة بالتبني عاش معها قرابة ست سنوات.

ويروي "كانت الامور تسير على ما يرام الى ان كبرت وبدأت تطغى علي ملامح الخلاسي. اذكر ذات يوم ان والدتي اصطحبتني الى دار ايتام وعندما دخلت اغلقت الابواب واختفت والدتي".

وامضى اليتيم الذي كان اسمه في تلك الفترة نغوين سي كونغ ستة اشهر في دار الايتام قبل ان يتم اجلاؤه في اطار عملية "بايبيليفت".

غير ان عملية دمجه في عائلة من ايوا بوسط الولايات المتحدة كانت معقدة وارتأى مساعد اجتماعي بوجوب "وضعه في مكان آخر" فحددت له عائلة استقبال بين والد من بورتوريكو ووالدة من شيكاغو.

ويقول "بقيت لفترة طويلة اخشى نقلي مجددا اذا ما قمت بعمل ما سيء او اغضبت احدا ما".

وهو جاء مع زوجته التي يقول انها من اصول المانية وايرلندية وسويدية للبحث عن الفيتنامية التي تبنته حتى يقول لها "ابنك بصحة جيدة ووضعه مزدهر وهو يعيش حلمه الاميركي".

واتاحت له زيارة دار الايتام تقييم الطريق الذي اجتازه ويوضح "ادركت كم كنت محظوظا بانني لم اصب باعاقة مثل هؤلاء الاولاد".

ويواجه الايتام العائدون اشباح ماضيهم فيطغى عليهم التأثر البالغ وتغرورق عيونهم بالدموع وهم يحاولون تمالك مشاعرهم المضطربة.

وتقدم بهذه المناسبة الهبات لدار الايتام فيسلم راندي مارتينيز الرئيس الحالي لشركة "وورلد ايروايز" التي نظمت عودة الايتام شيكا بقيمة خمسة الاف دولار ويليه الاخرون فيقدمون ما يستطيعون من عشرين الى مئة دولار.

ويقف روجر حائرا وهو ينظر الى الاولاد في الملعب فيما تراوده اسئلة كثيرة ومتداخلة.

ويقول "ان تمكنت من ايجاد بعض الاجوبة فسيكون في وسعي ان اركز على حياتي الاميركية ولن اشعر بان نصفي اختفى بل انه ما زال هنا في بلادي".