> «الأيام الرياضي» أحمد محسن أحمد:

الكابتن عبده علي غالب المعروف بـ (عبادل) لاعب شهير من زمن الرياضة الذهبي، ومن أبرز من أنجبتهم عدن الغالية من نجوم كرة القدم في حراسة المرمى .. لعب للشباب الرياضي (تلال اليوم) ولعب للفريق الوطني لكرة القدم ومثل البلاد داخلياً وخارجياً وشهرته لاتقل عن شهرة حراس المرمى الذين ذاع صيتهم في الستينات والسبعينات من زمن الكرة الذهبي أمثال الكابتن نديم حزام، كرستوفر سلول، عبدالمجيد مرشد، أحمد فضل، الجبل، الصبيحي، اليافعي، الضالعي، عادل إسماعيل، طارق ربان، وجدي أنور، وغيرهم من نجوم حراسة المرمى الذين ملأوا السماء والارض بشهرتهم العريضة هذه الأيام يصر ويلح الكابتن عبادل بأنه لم يلعب كرة القدم، ويتخلى عن تاريخه ويتبرأ منه واستغربت لهذا الموقف الذي يعلن عنه كلما سمعته يتحدث أو يسمع واحداً يتحدث عن الرياضة ، بل ويصر علىَّ أن أكون في صفه بإعلاني أيضاً بأنني لم ألعب في حياتي (ولا دقفت حجراً) فعلاً أخذتني الحيرة واستبدت بي كثيراً، حيث أنني عايشت الكابتن عبادل فترة طويلة وكنت من أشد المعجبين بحماسه وحبه الكبير وإخلاصه لفريقه المحلي والوطني، لكن تبددت سحابات الاستغرابات عندما فسر لي موقفه ورأيه بل والفلسفة التي يعتمدها لتوضيح أسباب ودوافع موقفه،فقد قال لي الكابتن عبادل:«في هذا الزمن عليك أن لاتقول أن لك تاريخا، ولك تجربة، وعليك أن لاتظهر فهمك ومعرفتك وخبرتك في أي مجال! لأن المعرفة والخبرة في هذا الزمن خطر على من لايملك شيئا من المعرفة، والجهلة واصحاب قلة المعرفة في هذا الزمن ينزعجون من أصحاب التجربة والمعرفة وخاصة من لهم تاريخ» .. في البداية كنت بعيد الفهم عما يشير إليه الكابتن عبادل، لكني وبعد مراجعة لواقع الحال في المجال الرياضي وجدت أن (عبادل)، وصل إلى الموقف الصح في هذا الأمر قبلنا، وعرف أساس المشكلة الرياضية بأبعادها وأطرافها المتشعبة أفضل منا، ووجدت أنه فعلاً لايقبل أصحاب الخبرة والتجربة، ليس هذا فقط، ولكنهم يحاربون ويشوه تاريخهم لكي يصفو لهم الجو ويتحكمون بأمور الرياضة كيفما شاء لهم نفوذهم وقدراتهم الخارقة التي لاتمت بصلة للرياضة .. صحيح مايقوله عبادل من تحليل للموقف الذي أصبح ملموساً وواضحاً من أبناء الرياضة الشرعيين، لكن ليعذرني الكابتن عبادل، في عدم اقتناعي بمسح التاريخ العظيم لأمثاله في تشكيل بنى وصرح الرياضة اليمنية على مر العصور.. فالتاريخ لن يمتثل لهم، حتى وإن حاولوا طمس وتقليب دفاتره وحشوه بكلمات وأسطر كاذبة.. فالتاريخ سيظل هو الشاهد على ماكان وسيكون، وإذا نجحوا لبعض الوقت في تكميم الأفواه واحتكار مساحات الرياضة لأهدافهم ومنافعهم وفيدهم فإن التاريخ سيقول فيهم كلمته الصاعقة، سيقول لهم، أنتم استغليتم الرياضة، واخضعتموها لمنافعكم ، فاللعنة على من كذب على نفسه وعلى الناس بغير حقيقته كصاحب مصلحة ومنفعة ليس إلاَّ.