> لندن «الأيام» كريس جونسون :

قالت دراسة ان عقار اكستاسي المعروف باسم عقار النشوة وهو من العقاقير المحظورة قانونا والذي يلقي الاطباء عليه باللوم في حالات الاكتئاب والقلق ربما يقتصر دوره على تحفيز تلك الاعراض وليس التسبب فيها.

واكتشف باحثون هولنديون ان الاطفال الذين عانوا من الاكتئاب في الصغر اكثر ميلا على الارجح لاستخدام هذا العقار في الكبر كي يجعلهم يشعرون انهم افضل حالا.

ومن ثم فإن ظهور مشكلات عاطفية في مراحل لاحقة من حياة هؤلاء لا تعزى إلى استخدامهم عقار اكستاسي بل يمكن ان يكون انعكاسا لحالة موجودة من قبل.

وقالت انيا هويسينك الاستاذ المساعد بمركز ايراسموس الطبي في روتردام ومعدة الدراسة ان "استخدام اكستاسي ربما يزيد من خطر موجود بالفعل."

وقالت لرويترز "الدراسات الاخرى تزعم ان اكستاسي يؤدي إلى الاكتئاب. احيانا يكون هذا هو الحال. لكن ربما يكون الامر الاكثر ترجيحا هو ان الذين يعانون من خطر اكبر للاصابة بالاكتئاب يقبلون على تناول اكستاسي."

واكستاسي او ميثيلين ديوكسي ميثامفيتامين يساعد على استرخاء الجسم ويقلل الشعور بالكبت ويزيد الطاقة والحيوية والشعور بالسعادة.

وطرح عقار اكستاسي في سبعينات القرن الماضي لعلاج الاكتئاب ويستخدمه حاليا ملايين الشبان في انحاء العالم خاصة رواد الملاهي الليلية الذين يقولون انه يساعدهم على الرقص طوال الليل. وتفيد بيانات الامم المتحدة ان استخدام عقار اكستاسي شهد قفزة بنسبة 70 بالمئة بين عامي 1995 و2000.

لكن هناك ربط متزايد بين استخدام عقار اكستاسي ومشكلات صحية مثل الاكتئاب خاصة حال استخدامه بمعدل كبير على مدى فترة طويلة.

والدراسة الهولندية التي شملت 1580 شخصا على مدى 14 عاما ونشرت على موقع الدورية الطبية البريطانية على الانترنت تركت الباب مفتوحا امام احتمال تسبب اكستاسي في الاصابة باكتئاب في بعض الحالات.

وقالت هويسينك "بالنسبة لاشخاص لم تظهر لديهم اعراض الاكتئاب والقلق في الطفولة ربما يتسبب الافراط في استخدام اكستاسي في حدوث الاكتئاب,لا نقول ان هذا ليس هو الحال لكننا بحاجة إلى مزيد من الدراسات."

وبدأت هويسينك وزملاؤها دراسة عينات البحث عام 1983 قبل ظهور اكستاسي كعقار ترويحي في هولندا. وتم تقويم استخدام العقار بعد 14 عاما.

وظهر لدى الذين بدت عليهم علامات القلق والاكتئاب في عام 1983 احتمال اكبر للاقبال على استخدام اكستاسي.

وقال الباحثون ان هناك عوامل اخرى لم تشملهم دراستهم يمكن ان تكون سببا في تزايد النزوع لاستخدام العقار لدى بعض الافراد. ومن بين تلك العوامل البيئة الاجتماعية والبحث عن الجديد وتناول الوالدين للعقار.

وتوصلوا إلى ان "التركيز على هؤلاء الافراد الاكثر تعرضا للخطر في دراسات مقبلة ستزيد فهمنا للاثار الضارة المحتملة للعقار." رويترز