> بيروت «الأيام» سليم ياسين :

من اليمين ميشيل عون والرئيس الاسبق امين الجُميل
من اليمين ميشيل عون والرئيس الاسبق امين الجُميل
استؤنفت امس الاثنين جلسات الحوار اللبناني حول القضايا الخلافية الاكثر حساسية وخصوصا مصير رئاسة الجمهورية والعلاقات اللبنانية - السورية، فيما اتهمت الاكثرية النيابية دمشق بالاستمرار في عملها لزعزعة استقرار.

واكد مصدر ديبلوماسي عربي طلب عدم كشف هويته لوكالة فرانس برس ان القاهرة والرياض اللتين تسعيان لوساطة، طالبتا دمشق والاكثرية النيابية المناهضة لسوريا بالتزام "هدنة تمد شهرين للسماح بنجاح الحوار الداخلي وباطلاق مبادرة عربية لتصحيح العلاقات السورية_اللبنانية".

لكن الاكثرية النيابية انتقدت بشدة امس الاثنين الخطاب الذي القاه الرئيس السوري بشار الاسد السبت معتبرة انه تدخل في الشؤون الداخلية ولا يساعد على التهدئة.

ودعا الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يترأسه الزعيم الدرزي النائب وليد جنبلاط (الاكثرية النيابية) الرئيس السوري الى الكف عن التدخل في المسائل اللبنانية.

واعتبر في بيان ان نصائح الاسد "الاخوية" حول ادارة الشؤون الداخلية هدفها "افشال مؤتمر الحوار الوطني والانقضاض مجددا على الواقع اللبناني عبر اتهام قوى لبنانية بانها +ادوات+ في وقت تتمتع بشرعية شعبية وسياسية لا تنتظر حتما شهادة منه".

ودعا "رئيس النظام السوري" الى الاهتمام بشؤونه الداخلية و"الكف عن التدخل السافر في المسائل اللبنانية"، محذرا "من ترجمة هذا الكلام التهديدي في اعمال تخريبية وتفجيرية تهدد الاستقرار اللبناني والوحدة الوطنية".

وتتهم الاكثرية النيابية الاجهزة الامنية السورية واللبنانية بالضلوع في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري وفي سلسلة التفجيرات والاغتيالات التي تلته,وكان الرئيس السوري اتهم الاكثرية النيابية بانها مجرد "ادوات" حولت لبنان قاعدة لانطلاق المؤامرة ضد سوريا.

واعتبر الاسد في الكلمة التي القاها في افتتاح مؤتمر الاحزاب العربية ونقلها مباشرة التلفزيون الرسمي ان "المشكلة ليست بين سوريا ولبنان، المشكلة هي لدى تيار في لبنان لديه مشكلة مع سوريا لانه قرر ان يضع نفسه بامرة الاخرين لكي يتأمر على سوريا" ملمحا بذلك الى واشنطن وباريس,وقال "حتى الان لم نتحرك بمعنى فاعل لاننا لا نعتبر ان معركتنا مع هذا التيار لانه اداة والدول لا تقاتل ادوات".

واتهم الاسد الاكثرية النيابية بانها ليست اكثرية فعلية وبانها عابرة,واضاف "هذا التيار لا يشكل بالنسبة الينا شيئا (...) الاكثرية ليست اكثرية الاموال ولا اكثرية المقاعد النيابية التي تاتي في ظل ظرف عاطفي معين وفي تسويق وهمي معين".

واوحى النائب غسان تويني رئيس تحرير صحيفة النهار الذي اغتيل نجله جبران في كانون الاول/ديسمبر الماضي، ان خطاب الاسد استمرار للتدخل السوري في الشؤون اللبنانية.

وقال في افتتاحية نشرت امس "هذه العبارات (للاسد) تؤكد مقولة وزير الدفاع اللبناني الياس المر التي اشار فيها الى ان دمشق تضع اللبناني امام خيار +اما يكون عبدا او يكون جثة+".

وما يدل كذلك على تصاعد التوتر قيام السلطات السورية باعتقال مراسل النهار في دمشق السوري شعبان عبود كما اعلنت امس الاثنين منظمة اهلية سورية.

ونقلت صحف لبنانية عن زعيم الاكثرية النيابية سعد الحريري قوله في احدى جلسات الحوار "سوريا تستمر في تهديدنا".

ورأت صحيفة المستقبل التي تملكها عائلة الحريري ان "امام المؤتمر الوطني فرصة للنجاح يمكن ان تعوقها النوايا السورية".

من ناحيته، دعا الرئيس الفرنسي جاك شيراك، خلال زيارته السعودية، دمشق الى تغيير سلوكها ازء لبنان مشيرا الى تطابق وجهات النظر بين فرنسا والسعودية بشان العلاقات مع لبنان.

وكان الحوار الوطني بين الاقطاب اللبنانيين المسلمين والمسيحيين استأنف اعماله امس الاثنين بعد استراحة ليوم واحد، بهدف اخراج البلاد من الازمة التي تعانيها منذ اغتيال رفيق الحريري في 14 شباط/فبراير 2005 وانسحاب القوات السورية في نيسان/ابريل الذي تلاه.(أ.ف.ب)