> محفوظ سالم شماخ:

محفوظ سالم شماخ
محفوظ سالم شماخ
الأخ الرئيس، فخامة الرئيس، الرئيس القائد، القائد الرمز، أبو العائلة، كل تلك صفات ينعت بها الكثير ممن يقودون مسيرة شعوبهم، وتلك الألقاب لا تأتي من فراغ أبداً ثم إنها تحمّل من يتصف بها أعباء كبيرة وأقلها أن يبادل الوفاء بالوفاء قولا وعملاً.

وفخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح قد حقق الكثير من الإنجازات الضخمة، وقاد المسيرة في أجواء صعبة وعكرة إلى الخير.. وأراد أن يستريح بعض الوقت ويقوم بدور الراعي والأب للجميع.. ولكن جماهير الشعب رأت غير ذلك وأرادته ان «يكمل المسيرة»، وتحت ضغط الجماهير وافق على ذلك.. لم يرضخ لحزب ولا لأصدقاء ولا لمقربين.. أراد أن يقولها وبالفم المليان إنه من الشعب وللشعب وخاض غمار الانتخابات الرئاسية وبادله الشعب وفاء بوفاء.. وبهذا زاد الحمل وزادت الأعباء.. غير أن ذلك الزخم الشعبي كان الوقود الذي سيستمد منه دفعه بعربة الإصلاح والتنمية والديمقراطية والحكم الجيد إلى الأمام، متسلحاً بما ذكرنا وقبله المدد من الله المعين، وبالرغم من أني على يقين بأن الأخ الرئيس مستوعب تماماً لما يجب عمله ومواجهته في المرحلة القادمة، إلا أنني رأيت أن أنوه ببعض الخطوط العريضة وأكرر بعضها، وأهمها:

أولاً: ما هي الآلية التي سيستخدمها الأخ الرئيس لتحقيق برنامجه الانتخابي وأيضاً لاجتثات بعض ما أثارته أحزاب المعارضة من إخلالات إن كان لها وجود اصلاً.. هل يمكن أن يستخدم نفس الآلية التي تسببت في الكثير من النقائض والأقاويل في الماضي؟ أم لا بد من استحداث آلية أخرى؟

ثانياً: نفس ما ينطبق على أولاً ينطبق على الأدوات التي سيحقق بها التحول المنشود.

ثالثا: يدرك الرئيس أنه في الماضي أحاطت به دوائر عدة مثل الدوائر المحيطة بكوكب زحل، بعضها تحمل أقماراً مضيئة والكثير يحمل غباراً أدى الى عدم وصول الكثير من أنات ومعاناة الشعب الى أسماع الاخ الرئيس وبالتالي معالجته لها وتخفيف الحمل عن كاهل شعبه، ليس هذا فحسب بل إنها قد كونت لها خراطيم أفيال وأيادي اخطبوطية، وخلقت لها كيانات شافطة امتصت الكثير والكثير من خيرات الأمة وعبثت في كل وادٍ ومرفق، فهل يا ترى ممكن القضاء عليها دون النظر إلى الخلف للتطهير؟ لأن الخوف أن تكون مثل الدودة الشريطية إذا بقي منها ولو جزء صغير عاد لبنـاء ذاته إلى أن تصبح بحجم أكبر مما كان.

رابعاً: كلنا يدرك معنى قوله تعالى: {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا} وكلنا يدرك المقولة العامة «لا يجوز سيفين في جفير» والحقبة الماضية شهدت تعدد الرؤوس وتعدد السيوف في نفس الجفير.

إذا للخروج من ذلك لا بد من قيام دولة المؤسسات قولاً وفعلاً وفق خطط حديثة ومدروسة، وهذا من أولويات تحقيقه تحديد الاختصاصات بدقة كاملة وحازمة شاملة للكبير والصغير، بل للكبير قبل الصغير، فهل سيتم هذا؟

خامساً: التمسك بالدستور وبالإدارة الجيدة يتطلب محكمة دستورية خاصة وليس دائرة دستورية.. وكذا محاكم إدارية يناط بها تطبيق ما يوضع من ترتيبات إدارية ولمحاسبة المخالفين بأحكام قاطعة لترسيخ الإدارة الصالحة وحمايتها.

سادساً: إصلاح القضاء لماذا نتعثر فيه؟ الأسباب معروفة ولا بد من إنهاء كل العراقيل بما في ذلك إصلاح كل قنوات العدل.. قضاة كتاباً - مراسلين..إلخ، ووضع نظام قوي يحدد مداخل ومخارج القضايا والحرص على تفتيش قضائي فاعل وسريع بعيداً عن «شيلني واشيلك».

سابعاً: وبتردد قواتنا المسلحة والأمن الذين نكن لهم كل ود واحترام فقد حمونا وحموا البلاد بشلالات من الدماء والأرواح وحق علينا لهم واجب الرعاية للجندي قبل الضابط وللضابط قبل القيادات .. هل ممكن وضع نظام يؤدي الى ذلك ويوقف ما نسمعه بين الحين والآخر ومترددون في تصديقه من إخلالات مالية وإدارية؟ ذلك من شؤون القائد وهو أدرى به.

لقد وضعت بعض رؤوس المواضيع والقائمة طويلة، ولكن وبكل صدق فإن الأخ الرئيس يستوعب كل ذلك ويعرفه، كيف لا وهو قد استوعب كل ما أثارته المعارك الانتخابية ومد يده عزيزة شريفة للتعاون والتعاضد مع الجميع من أجل وطن الجميع.

هذا ما أوردته، وفي الحلقة القادمة سنتناول ما يجب على الحكومة عمله سواء الحـكومة الحـالية أو المرتقبـة. والله الموفق.