> صنعاء «الأيام» خاص:
احتفل قسم الفلسفة بجامعة صنعاء الاربعاء الماضي باليوم العالمي للفلسفة، وقد ألقى أبوبكر السقاف بهذه المناسبة محاضرة بعنوان: «معنى التاريخ عند كارل ياسبرز» (1883-1969م) وفيها شرح المحاضر الفكرة المركزية في معنى التاريخ عنده والتي صاغ لها فكرة «الزمن المحوري» الذي يشير إلى الفترة الممتدة من العام 800 إلى 200 (ق. م) في تاريخ البشرية حيث ظهرت وتبلورت في وقت متزامن تقريبا في الصين والهند وفارس وفلسطين واليونان أفكار ومبادئ وأديان خلاص، لا تزال البشرية تمتح منها زادها الروحي والفلسفي والثقافي. وياسبرز يبرهن بهذه الفكرة على بطلان المركزية الأوروبية التي كان زميله الفيلسوف الألماني مارتن هايدغر من دعاتها، كما أن لغة ياسبرز رغم اشتراكه مع هايدغر في تبني الفلسفة الوجودية التي يسميها هايدغر بالانطولوجيا الاساسية، لم تكن ملغزة ولذا لا يتحدث عن «ما لا يمكن التفكير فيه» أو «ما لا يدرك». كان ياسبرز واحدا من أبرز فلاسفة القرن العشرين، وتميز بوضوح التفكير وصرامة الالتزام الاخلاقي، وبالرفض الشديد لكل التجارب التوتاليتارية التي شنت حروبا مدمرة شديدة البشاعة والدموية.
وقد حذر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية من مخاطر الحرب النووية أو الكارثة البيئية. كان ياسبرز يرى أن الفلسفة كفت عن كونها هم مجموعة صغيرة من الباحثين والعلماء في الجامعات، لأنها اليوم لا بد أن تقوم بربط الناس على اختلاف أديانهم وثقافتاتهم وفلسفاتهم بإيمان فلسفي يواجه القوى «العقلانية» التي تدعي إمكان إقامة الخير على الأرض بينما تحطم في الواقع التقاليد الثقافية وتشن الحروب. إن هيومانية (إنسانية) استمرار فذ لفلسفات هرودر وكانط وجوته.
وقد حذر منذ نهاية الحرب العالمية الثانية من مخاطر الحرب النووية أو الكارثة البيئية. كان ياسبرز يرى أن الفلسفة كفت عن كونها هم مجموعة صغيرة من الباحثين والعلماء في الجامعات، لأنها اليوم لا بد أن تقوم بربط الناس على اختلاف أديانهم وثقافتاتهم وفلسفاتهم بإيمان فلسفي يواجه القوى «العقلانية» التي تدعي إمكان إقامة الخير على الأرض بينما تحطم في الواقع التقاليد الثقافية وتشن الحروب. إن هيومانية (إنسانية) استمرار فذ لفلسفات هرودر وكانط وجوته.