> «الأيام» الخضر عبدالله محمد:

أحد فصول ثانوية امعين

الوحدة الصحية تحتاج إلى تسوير وتوسعة المبنى
على جنبات خط الإسفلت والطريق الرئيسي والدولي الذي يربط عدن بحضرموت تقع مدرسة مدينة امعين التي باتت كاليتيمة، والتي يدرس فيها أبناء مناطق شتى، عراكبي وامقاع ومهيدان والسلامية والقوز ولبو، بالإضافة إلى عدد من القرى.. فالتعليم في مدينة امعين يسير بشكل جيد ومهنية، إلا أنه يعاني الكثير من العجز والقصور في كافة الجوانب، فمدرسة امعين يوجد فيها ثانوية للقسم العلمي، أما القسم الأدبي فغير موجود، لأن وضع الثانوية لايسر أحدا، فمبنى ثانوية امعين يوجد بداخل مبنى المدرسة الابتدائية، وهي مكونة من عدة صفوف ضيقة، ونوافذها مكسرة وجدرانها مشققة.. ويبلغ عدد الطلاب في الفصل الواحد أكثر من (60) طالبا، ففي فترة الصباح ثانوية، وفي المساء تتحول إلى مدرسة ابتدائية، ناهيك عن النقص الحاد الذي تعانيه مدرسة وثانوية مدينة امعين في المدرسين، خاصة المتخصصون في المواد العلمية، أما الصفوف التي تم بناؤها حديثا وتتكون من أربعة فصول بالكاد تتسع لبعض الطلاب، خاصة أن المدرسة تشمل مرحلة الثانوية وكافة المراحل الدراسية، أضف إلى ذلك النقص في الكتاب والأثاث المدرسي والكثير من مستلزمات العملية التعليمية التربوية في مدينة امعين، كما أن المدينة بحاجة ماسة إلى مدرسة للبنات، فالفتاة في هذه المدينة مقطوعة ومحرومة من التعليم.
الصحة في المدينة
أما عن الوضع الصحي في مدينة امعين، فإن الخدمات الطبية التي تقدم للأهالي تكاد تكون شبه غائبة، فبالرغم من وجود وحدة صحية طبية تعد صرحا طبيا كبيرا لهذه المدينة، وفيها عدد من الممرضين والكوادر الطبية الوسطية، إلا أن الوحدة الصحية عبارة عن مبنى صغير، نستطيع أن نقول (غرفة + حمامات)، وينعدم فيها بناء سور، فهي مجرد بناء دون أن يحيط بها سور، وجميع الأقسام تفتقر إلى المعدات الطبية اللازمة، أضف إلى ذلك حاجتها إلى زيادة مخصصها من الأدوية.. كما أن مدينة امعين تشتهر بكثافة سكانها ورقعة مناطقها الشاسعة، إلا أنها بحاجة ماسة إلى بناء مستوصف طبي يقوم بتزويد المواطنين بالخدمات الطبية.. فهل ينفذ ذلك؟!.

انتشار القمامة في شوارع وأزقة امعين
في جانب النظافة هناك تقصير تعاني منه مدينة امعين، لانعدام النظافة فيها، وهي ممر عبور للمسافرين، وتقع على خط عدن - حضرموت، وينزل فيها الوافدون من السياح الأجانب، ويشاهدون شوارعها الرئيسية، وما بها من تكدس لأكوام القمامة من مخلفات الأطعمة والمواد البلاستيكية وغيرها متراكمة، مما يشوه سحر وجمال هذه المدينة، وتكدس أكوام القمامة في شوارع وأزقة المدينة يعد أمرا مخزيا وغير مقبول.. ونتمنى لو يقوم صندوق النظافة والتحسين بجدول عمل، بحيث يكون نصيب مدينة امعين يومين في الأسبوع من النظافة.. فالمدينة منذ فترة لم تنظف، وكادت تغرق بالمخلفات وأكوام القمامة المتكدسة.
المياه وشحتها في المدينة
مدينة امعين، هذه المدينة كانت في الماضي تشرب وتغتسل، واليوم في زمن دولة وحدتنا المباركة لم تجد من يسقيها ويروي لها مساحات عطشها.. تصوروا أن المياه انعدمت منها بصورة نهائية، وصارت الحنفيات الموجودة في المنازل مجرد أطلال يقف أمامها الأهالي يوميا، يبكون مشروعهم الذي كانوا يعتمدون عليه في حصولهم على المياه لسنوات طويلة، وهو مشروع أهلي قديم أقامة أهالي المنطقة مع بداية فترة حكم الرئيس سالمين، وكانت الدولة حينها تقوم بمتابعته وصيانته باستمرار، وحتى العام الثاني من عمر دولة وحدتنا المباركة تدهور هذا المشروع وتوقف عن العمل وانقطعت معه المياه عن المدينة بصورة نهائية، بعد أن أهمل ولم يلق أي متابعة أوصيانة، ومن يومها وأهالي المدينة في حيرة من أمرهم لايعرفون من أين يشربون.

شحة المياه في المدينة تنذر بكارثة
مشكلة المياه في مدينة امعين لها حوالي سبعة عشر عاما، وقد قضت في المدينة على الأخضر واليابس، ولايدرون إلى متى.. هكذا تمر عليهم أيام وليالٍ دون أن يستطيعوا شراء الماء، هذا بالنسبة لمن كان موظفا، فما بالك بمن ليس لديهم وظائف، ولايملكون مصدر رزق، كيف يمكنهم شراء الماء لاسيما وهم نسبة كبيرة، 50% من السكان بدون وظائف، منهم 35% حاصلون على شهادة الثانوية العامة وما دونها، والنسبة المتبقية هم خريجو الجامعات اليمنية، وجميعهم يعيلون أسرا، لكنهم بلا وظيفة.. فكيف يمكن لهؤلاء أن يشتروا الماء، وأن يعيشوا هم وأسرهم؟!.
الوضع في مدينة امعين حقيقة مؤسفة للغاية، وقد يدفع العشرات من الأسر إلى مغادرة المدينة إن ظلت مشكلة المياه كما هي عليه الآن.. فهل سيطول صبر أهالي مدينة امعين أم أن الأخ م.محمد صالح شملان محافظ محافظة أبين سيتدخل وينهي مشكلة شحة المياه؟!.