> «الأيام» قائد زيد ثابت:

منظر لجزء من وادي معربان الأعلى وتظهر في الصورة منطقة النجرة
منظر لجزء من وادي معربان الأعلى وتظهر في الصورة منطقة النجرة
تقع معربان في الاتجاه الجنوبي من مديرية يهر بيافع محافظة لحج على بعد 10 كيلومترات من مركز المديرية يهر، ويسكنها مايقارب خمسة عشر ألف نسمة يتوزعون في ثلاث عزل كبرى، وخمسة مراكز انتخابية .

وتتناثر قراها (معربان) بين قمم الجبال العالية وأحضان الوادي الذي تنحدر روافده وتمتد من أعلى جبال هلام ونعوم بمعربان العليا المتاخمة لمديرية رصد من الاتجاه الشرقي حتى منطقة وطِن الرابضة أسفل وادي معربان غرباً.

ويشق وادي معربان مجرى للسيل تجري فيه السيول في موسم سقوط الأمطار، ويمثل ذلك المجرى الطريق الرئيس للسيارات. ووادي معربان من أقدم الأودية في يافع المشهورة بزراعة أشجار البن ذات الجودة والنوعية الجيدة في الطعم والنكهة، ولكن موجات الجفاف التي ضربت واجتاحت الوادي منذ سنوات طويلة قضت على المساحات الواسعة من مزارع البن في الوادي والجبل، قدرها البعض بمئات الآلاف من أشجار البن المثمرة .

وتزخر معربان بالكثير من المعالم والمواقع الأثرية التي تحكي تاريخ الآباء والأجداد .

«الأيام» زارت عزلة واحدة من عزل معربان، وهي معربان العليا، وتجمع تلك العزلة ما يزيد على 20 منطقة منها معربان نعوم، شمسان، الحفر، الخربة، الجريبة، مدانة، القرن، المعزبة المعيان، المركب، ذراع العقبة، الدملائة .

وكان أول المتحدثين الأخ محمد عبدالله الفقيه، حيث قال:«فتقر عزلتنا معربان العليا إلى الكثير من الخدمات الضرورية، فالمياه التي نشربها عبارة عن مياه راكدة نحصدها في موسم سقوط الأمطار، أما الطريق فحدث ولا حرج، كون طريقنا التي تربطنا بالجمهورية هي مجرى السيل أما سكان المرتفعات فلا طريق تربطهم بوادي معربان واليمن سوى طريق رجل مليئة بالمخاطر والعذاب، عبرها يتم نقل المواد الغذائية ومستلزمات الحياة اليومية على ظهور الحمير والنساء، وهناك قرى تستخدم الخبطة (النقل المعلق عبر الأسلاك) لنقل ضروريات ومستلزمات الحياة بما فيها مواد البناء»، وواصل الفقيه حديثه قائلا:«التعليم في معربان العليا يعاني الكثير من الصعوبات والمشاكل، مثل نقص الكادر التربوي، وانعدام المدارس الخاصة بالفتيات، بالإضافة إلى انعدام مبنى ثانوي يجمع طلاب معربان العليا، الذين يقطعون مسافات طويلة بحثاً عن مدرسة ثانوية». وأضاف الفقيه : «هناك عشوائية في موقع بناء المدارس ومزاجية في صنع القرارات، مما تسبب في حرمان بعض الطلاب من التعليم وبالذات الفتيات .

المدرسة الأم (بلال)
المدرسة الأم (بلال)
فمنذ عامين ومدرسة (بلال) الطليعة سابقاً المكونة من 7 فصول دراسية، بالإضافة إلى إدارة وميدان يحسد عليه مغلقة، وإغلاقها كان بقرار خاطئ غير صائب، وذلك القرار هو بناء مدرسة حديثة على بعد 400 متر تقريباً من المدرسة القديمة الأم (بلال) بدلاً من بنائها بالقرب منها للاستفادة منها، ثم تبع القرار الأول قرار ثان ينص على نقل الطاقم التدريسي كاملاً من مدرسة بلال للعمل في المدرسة الجديدة، التي تم تسميتها بنفس الاسم للمدرسة الأم بلال».

وفي ختام حديثه حمل الفقيه الجهات المختصة في المديرية مسئولية ما يحدث للمبنى، كونه حالياً عرضة للتكسير والسطو، مطالباً بالإسراع في إعادة ترميمه ولو ببعض اللمسات التجميلية، ليتسنى تشغيله والاستفادة منه في التعليم الثانوي، أو تأهيله إلى مدرسة خاصة بالبنات.

سكان المرتفعات ينقلون مستلزمات الحياة عبر الأسلاك

أما المعلم أنيس عبدالله محمد السعيدي، فقد قال:«المواطن في معربان العليا مغلوب على أمره، فلا مشاريع مياه ولا طريق، وأغلب أبناء المنطقة حالياً يعتمدون على مياه البرك بعد نضوب مياه الآبار ويتكبد الأهالي صعوبة في الحصول على مياه الشرب، وكذلك صعوبة في نقل المواد الغذائية وإسعاف المرضى، والتعجب والاندهاش في نقل مستلزمات الحياة ومواد البناء إلى بعض القرى الجبلية شديدة الارتفاع عبر الأسلاك إلى ارتفاع 1300 متر، وهذا يؤكد قساوة العيش والصراع مع الحياة بصبر وقناعة وعزيمة لا تلين»«.

وأضاف السعيدي:«ظروف عزلة معربان العليا وما جاورها سيئة في شتى مجالات الحياة، فلا يوجد في معربان العليا وحدة صحية، وتوجد وحد صحية في سوق معربان، يوجد فيها ممرضة للتطعيم وضرب الحقن ولا يوجد فيها طبيب، فنضطر إلى نقل المرضى إلى مستشفى رصد والحبيلين، وأحياناً نعالج مرضانا في المدينة، كما أن الوحدة الصحية في جبل المسلمي هي الأخرى للتطعيم فقـط ».

نمتلك المدارس ونفتقر إلى المعلمين

أما المواطن ناجي محمد عبدالرب فتحدث لـ«الأيام» قائلاً:«طلاب وطالبات منطقتنا (نعوم) يدرسون في مبنى متهالك تم بناؤه في السبعينات كنادٍ للمنطقة، والدراسة في منطقتنا على فترتين بسبب نقص الفصول وقلة المعلمين البالغ عددهم ثلاثة معلمين لمدرسة من (6-1)».

وأضاف:«بعد الصف السادس يكمل البعض وليس الكل التعليم الإعدادي نظراً لبعد المدرسة الإعدادية، وإغلال المدرسة التي كانت في بطن الوادي بمعربان العليا، أما الفتيات فلا تعليم بعد الصف السادس ، ناهيك عن التعليم الثانوي».وأضاف:«قبل سنوات تم بناء مدرسة حديثة في منطقتنا نعوم بمعربان العليا مكونة من 6 فصول دارسية، ورغم الحاجة إليها لم يتم افتتاحها ورفدها بالمعلمين».

الخبطة التي تنقل مستلزمات الحياة إلى المرتفعات عبر الهواء
الخبطة التي تنقل مستلزمات الحياة إلى المرتفعات عبر الهواء
الجفاف.. الخطر القادم الذي ينذر بالرحيل

أما الشاب صلاح محمد شيخ، فقد تحدث قائلا:«معربان بأكملها تعاني أزمة خانقة في مياه الشرب لنضوب مياه الآبار المتسارع، والجفاف هو الخطر القادم الذي يهدد الجميع بالرحيل من المنطقة، إذا لم يتم تفادي الكارثة والإسراع في تنفيذ السدود والحواجز العملاقة لحجز مياه الأمطار التي تذهب هدراً دون الاستفادة منها، والتي بدورها تغذي مياه الآبــار، ولكن وللأسف الشديد الخطر يزحف ولم تحظ معربان ولو بمشروع واحد للمياه، ليأمن أبناء المنطقة على طول امتداد الــوادي من الرحيل، وإنقاذ ما تبقى من أشجــار البن من الجفاف الذي ابتلع مئات الآلاف من أشجار البن على طول وعرض الوادي الشهير بزراعة أشجار البن».