> «الأيام الرياضي» علي سالم بن يحيى:

في غمرة الانفعال الذي تولد إثر الهزيمة الساحقة من منتخب السعودية برسم خليجي 19 المنصرم..وجه الجميع الاتهامات صوب قلب الكابتن محسن صالح - مدرب المنتخب..وجعلوه كبش الفداء للإخفاق، وبالتالي ترك منتخبنا بالإقالة أو الاستقالة سيان، طالما وأن فأس الهزيمة المرة وقع فوق الرأس.

هذا جزء من صورة سوداوية لم تكتمل..والجزء الآخر للصورة هو الهجوم الضاري على قيادة الاتحاد وفشلها في تحقيق حلم الجماهير الرياضية اليمنية بتقديم صورة مشرفة ونتائج إيجابية..وهي لم تحاول القفز فوق المعقول بالحصول على كأس البطولة

وطوال الفترة الماضية أفردت الملاحق والصفحات الرياضية العديد من وجهات النظر مع أو ضد، وجميل أن نختلف في شيء يهم مصلحة الوطن ، ولكن عند التطرق لمعرفة الداء والدواء وأسباب الإخفاق..أليس من المعقول أن نفرش فراش النقد البناء للجميع..الجهاز الفني والإداري والاتحاد واللاعبون باعتبارهم جنود المدرب في الملعب..فهل قدم اللاعبون ما عليهم على أرض الملعب؟..وهل تألموا للخسارة المريرة والخروج المهين؟!..وهل طالبهم محسن صالح بالخسارة والخروج عن الروح الرياضية؟!.

أنا لا أتهم اللاعبين بتعمد الخسارة ومن شاهد المباريات بما فيها مباراة هونج كونج سيجد أن (الكباتنة) لا يلعبون بالروح التي يتميز بها اللاعب اليمني..إذ لم يقدموا سلاح الحماس، بل لعبوا بطريقة عادية وكأنهم في نزهة أو حصة تدريبية..فهل تشبع لاعبو منتخبنا من اللعب والمقابل المادي؟.

ذات مرة جلست مع أحد أمهر نجوم منتخبنا..وشكى وبكى من تأخر مستحقاتهم المالية ومن معاملة بعض أعضاء اتحاد كرة القدم ومن المعسكرات الطويلة..ومن حديثه استشفيت أنه يلعب (من دون نفس).. وأكد أن خوفهم فقط من أن قطع (المصروف) وتعرضهم للعقوبات يقفان كحائط صد ضد إبتعاد أغلبهم عن المنتخب!..وفي آخر حديثه ترجاني بعدم النشر حتى لا يقع في المحظور ويطير (مصدر رزقه)..كان هذا الحديث قبل عامين ، وبنظرة عابرة لمستويات أغلب المجموعة نجد أن العد التنازلي بدأ بأفول نجوميتهم مبكرا، ورحت أرقب أداء ذلك اللاعب وهو بمثابة (حبل الوريد) للمنتخب..ووجدته للأسف في تنازل فظيع، بل أحيانا أحس أنه عالة على المنتخب!!ومن هنا فإن وجهة نظر المدرب البرتغالي (المغدور به) -جوزيه موريس- تبدو صحيحة عندما أعلن أن غالبية نجوم المنتخب انتهت صلاحية أعمارهم الافتراضية.

أعتقد أن منتخبنا الوطني في هذه المرحلة بحاجة لغربلة وإعادة تقييم.. والأهم التعاقد مع طبيب نفسي كما تفعل الأندية الكبيرة في الخارج للجلوس مع اللاعبين والتقرب إليهم ومعرفة كل ما يدور في أنفسهم، وهي ضرورة حتمية ، ونحن نعد العدة لاستضافة خليجي 20 والظهور بمظهر يليق بسمعة الكرة اليمنية.