> «الأيام» عن (العربي الجديد)

رافقت الحرب الدائرة في اليمن، منذ اجتياح الحوثيين العاصمة صنعاء وإعلان الانقلاب على الحكومة الشرعية، ارتكاب مختلف الأطراف المشاركة فيها، جرائم خارج القانون، خصوصاً في محافظة تعز التي شهدت عمليات إعدام وتصفية بعيداً عن القضاء وبلا محاكمات.

المحافظة المنقسمة بين الحوثيين وحلفائهم من جهة، وقوات الشرعية والموالين لها من جهة أخرى، اهتزت مرتين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة على وقع جرائم إعدامات خارج القانون. المرة الأول كانت في 7 أكتوبر الماضي، عندما أعدم الحوثيون رمياً بالرصاص ثلاثة أفراد من أسرة النقابي طه حسن فارع، هم زوجته اتحاد قاسم ونجله أنس وشقيقه محمد حسن فارع، بعد أن دهمت المليشيات منزل فارع في منطقة عبدان بمديرية صبر الموادم جنوب شرقي تعز، للبحث عنه واعتقاله، لكنها لم تجده في المنزل فارتكبت جريمتها بحق عائلته.

"كما اهتزت تعز لجريمة إعدام مماثلة، حصلت على يد قوات تابعة للحكومة الشرعية، إذ استيقظت مدينة تعز مساء الأربعاء 27 ديسمبر الماضي، على خبر إعدام الشاب حبيب الشميري (32 عاماً)، الذي تمت تصفيته جسدياً بنحو 25 طلقة رصاص في جسده، وفقاً للتقرير الجنائي الصادر من الجهات الرسمية، وذلك بعد اختطافه هو وشقيقه سند من قبل قوات تتبع "اللواء 22 ميكا" الموالي للحكومة الشرعية.
هذه الجريمة هزت السلطة الشرعية بمختلف مكوناتها السياسية والعسكرية والرسمية. وشهدت تعز تظاهرات منددة وإضراباً للمحلات التجارية، كما تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع روايات متعددة لتفاصيل لهذه الجريمة.

أعدم حبيب الشميري بينما نجا شقيقه سند وصديقه وليد الحكيمي من التصفية الجسدية، بسبب قيام بعض أفراد "اللواء 22" بنقلهما سراً قبل موعد التصفية من موقع كتيبة الاحتياط التابع للواء إلى مقر تابع للشرطة العسكرية، بعد أن تم إلباسهما بزتين عسكريتين للتمويه وحتى لا يتعقبهما الجنود، الذين كانوا قد هددوهما بالتصفية الجسدية، كما قال الحكيمي، الذي أضاف أنه لم يشعر أنه بمقر معسكر يتبع الدولة.

أما سند الشميري، الذي تحدث في جلسة استماع في مقر الشرطة حضرتها “العربي الجديد”، فشرح أنه كان ينتقل مساء الأربعاء 27 ديسمبر الماضي من محل عمله وسط المدينة نحو منزله، ووجد الطريق الذي يسلكه كل يوم إلى منزله بجوار منزل العقيد صادق سرحان (قائد قوات الاحتياط في اللواء 22)، مقطوعاً، فسلك طريقاً آخر، لكن مجموعة مكوّنة من ثلاثة مسلحين قامت بملاحقته إلى منزله، وطلبت تسليم السيارة والأموال التي بحوزته.

وأضاف سند أنه صرخ مستغيثاً بالجيران، فخرج شقيقه حبيب وصديقه وليد الحكيمي، وحصل إطلاق نار أدى إلى إصابة بدر القيسي، قائد حراسة العميد سرحان، بطلقة أطلقها حبيب الشميري. وتابع الشميري في روايته أن القيسي لجأ إلى منزل العميد سرحان، وبعد قليل دهمت قوات تتبع “اللواء 22 ميكا” منزل الشميري، وأخذته إلى مقر كتيبة الاحتياط في منطقة عصيفرة، شمالي غرب المدينة، وبعد ذلك طُلب حضور حبيب الشميري والحكيمي و35 مواطناً من الحي الذي يسكنه سند، وبعد التحقيق مع الجميع أُطلق سراحهم باستثناء الأخوين الشميري والحكيمي، لتتم بعدها تصفية حبيب الشميري.