> تقرير/ صالح المحوري
عندما تقدم المسلحون الحوثيون صوب صنعاء كانت الهتافات في قلب العاصمة المحتلة تتعالى ترحيبا بالمارد الجديد الذي تجاوز قوات الحكومة ليصل إلى ما أراد، لكن هؤلاء أنفسهم، الآن وليس بعد، صاروا يمقتون الجماعة أكثر من أي وقت مضى.
وتبرز تقديرات أممية حجم المعاناة التي خلفتها الجماعة الحليفة لإيران في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لكن لا أحد حتى الآن، صار يظهر اعتراضه أمام الجماعة، ويخشى السكان المحليون هناك من أن يقمع الحوثيون أي تحرك رافض لسياسات الحركة.
وأظهرت صور، نشرتها وسائل إعلام دولية، أطفالا صغارا قرب براميل قمامة في مدن تحكمها الجماعة الحوثية، وساهمت السيطرة التامة للجماعة على موارد الاقتصاد وتحكمها بالسوق المحلية في تعاظم المعاناة عند الأهالي.
وقاد الحوثيون سلسلة إجراءات هدفوا من خلالها إلى التحكم بمنافذ البيع والشراء في نطاق سيطرتهم الجغرافية، كما أنهم فرضوا إجراءات تضييق على التجار، وفي الأثناء حولوا أمولا طائلة من خزينة الدولة إلى ما أسموه (المجهود الحربي).
ويرى مراقبون أن الصراع الدائر في البلد الفقير بين الحوثيين من جهة والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا تسبب في تهشم عمل المؤسسات الاقتصادية، كما أنه دفع البلاد نحو أزمة غذائية تهدد ما يقارب نصف السكان، لاسيما في المدن التي تقع تحت سيطرة الجماعة الحوثية.
وفي مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الأردنية عمان، في 26 نوفمبر، قال المدير الإقليمي لليونسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غيرت كابلياري أن حوالي 11 مليون طفل بحاجة عاجلة للمساعدة.
وتظهر التقديرات أن 21 مليونا من 26 مليونا هم عدد سكان البلاد، حسب إحصائيات أممية بحاجة للمساعدة، لكن الحوثيين يتلقون انتقادات واسعة النطاق عن تسببهم بتعاظم الأزمة الغذائية في البلاد.
عندما انطلق الحوثيون صوب صنعاء والمدن المجاورة، كانوا يتخذون إسقاط ما أسموها بالجرعة، شعارا رئيسيا لتحركهم، مع أن مسيرتهم إلى صنعاء شهدت مواجهات قتالية دامية مع المناوئين، ولما أحكمت الجماعة سيطرتها التامة على محافظات شمالي اليمن، اتخذت إجراءات اقتصادية، قال مراقبون إنها عززت من تفاقم الوضع الاقتصادي للأسوأ.
في محافظة الحديدة الساحلية، التي تصدرت قائمة المحافظات الأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية لسيطرة الحوثيين، توجد قائمة طويلة ممن لحقتهم الأزمة الغذائية، وكان من بين هؤلاء أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم الخامسة.
وانتشرت صور الأطفال المصابين بسوء التغذية في المحافظة الفقيرة، والذين بدت عليهم علامات التعب والإعياء، والحديدة تبدو ما يشبه المرآة التي ينعكس فيها فشل الحوثيين في الجانب الاقتصادي وسوء إدارتهم المالية.
وقال مواطن يقطن في قلب المدينة الساحلية الحارة عبر الهاتف، رفض الإفصاح عن اسمه، خوفا من ملاحقته: "الناس تعاني بشكل كبير في الحديدة وفي المدن الأخرى، لكن الحوثيين لا يهتمون بمعاناة الناس".
وأضاف: "في إحدى المرات رأيت طفلا عمره ثلاثة أعوام يفتش في القمامة عن الغذاء لأنه لم يجد شيئا يأكله"، ومع أن الفقر في الحديدة يعود لفترة ما قبل سيطرة الحوثيين، لكن سيطرة الجماعة على عديد محافظات بينها الحديدة، دفع الوضع الاقتصادي لبعض الأسر الميسورة نحو مربع مريع.
تقرير/ صالح المحوري
وتبرز تقديرات أممية حجم المعاناة التي خلفتها الجماعة الحليفة لإيران في المناطق الخاضعة لسيطرتها، لكن لا أحد حتى الآن، صار يظهر اعتراضه أمام الجماعة، ويخشى السكان المحليون هناك من أن يقمع الحوثيون أي تحرك رافض لسياسات الحركة.

وأظهرت صور، نشرتها وسائل إعلام دولية، أطفالا صغارا قرب براميل قمامة في مدن تحكمها الجماعة الحوثية، وساهمت السيطرة التامة للجماعة على موارد الاقتصاد وتحكمها بالسوق المحلية في تعاظم المعاناة عند الأهالي.
وقاد الحوثيون سلسلة إجراءات هدفوا من خلالها إلى التحكم بمنافذ البيع والشراء في نطاق سيطرتهم الجغرافية، كما أنهم فرضوا إجراءات تضييق على التجار، وفي الأثناء حولوا أمولا طائلة من خزينة الدولة إلى ما أسموه (المجهود الحربي).
ويرى مراقبون أن الصراع الدائر في البلد الفقير بين الحوثيين من جهة والقوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا تسبب في تهشم عمل المؤسسات الاقتصادية، كما أنه دفع البلاد نحو أزمة غذائية تهدد ما يقارب نصف السكان، لاسيما في المدن التي تقع تحت سيطرة الجماعة الحوثية.
وفي مؤتمر صحافي عقد في العاصمة الأردنية عمان، في 26 نوفمبر، قال المدير الإقليمي لليونسيف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا غيرت كابلياري أن حوالي 11 مليون طفل بحاجة عاجلة للمساعدة.
وتظهر التقديرات أن 21 مليونا من 26 مليونا هم عدد سكان البلاد، حسب إحصائيات أممية بحاجة للمساعدة، لكن الحوثيين يتلقون انتقادات واسعة النطاق عن تسببهم بتعاظم الأزمة الغذائية في البلاد.
عندما انطلق الحوثيون صوب صنعاء والمدن المجاورة، كانوا يتخذون إسقاط ما أسموها بالجرعة، شعارا رئيسيا لتحركهم، مع أن مسيرتهم إلى صنعاء شهدت مواجهات قتالية دامية مع المناوئين، ولما أحكمت الجماعة سيطرتها التامة على محافظات شمالي اليمن، اتخذت إجراءات اقتصادية، قال مراقبون إنها عززت من تفاقم الوضع الاقتصادي للأسوأ.
في محافظة الحديدة الساحلية، التي تصدرت قائمة المحافظات الأكثر تضررا من الأزمة الاقتصادية لسيطرة الحوثيين، توجد قائمة طويلة ممن لحقتهم الأزمة الغذائية، وكان من بين هؤلاء أطفال لا تتجاوز أعمار بعضهم الخامسة.
وانتشرت صور الأطفال المصابين بسوء التغذية في المحافظة الفقيرة، والذين بدت عليهم علامات التعب والإعياء، والحديدة تبدو ما يشبه المرآة التي ينعكس فيها فشل الحوثيين في الجانب الاقتصادي وسوء إدارتهم المالية.
وقال مواطن يقطن في قلب المدينة الساحلية الحارة عبر الهاتف، رفض الإفصاح عن اسمه، خوفا من ملاحقته: "الناس تعاني بشكل كبير في الحديدة وفي المدن الأخرى، لكن الحوثيين لا يهتمون بمعاناة الناس".

وأضاف: "في إحدى المرات رأيت طفلا عمره ثلاثة أعوام يفتش في القمامة عن الغذاء لأنه لم يجد شيئا يأكله"، ومع أن الفقر في الحديدة يعود لفترة ما قبل سيطرة الحوثيين، لكن سيطرة الجماعة على عديد محافظات بينها الحديدة، دفع الوضع الاقتصادي لبعض الأسر الميسورة نحو مربع مريع.
تقرير/ صالح المحوري