> «الأيام» غرفة الأخبار

 قال قائد المنطقة العسكرية الثانية ومحافظ حضرموت اللواء فرج سالمين البحسني إن معركة الحديدة ستفتح آفاق الحل السياسي وستعجل بنهاية جماعة الحوثي الانقلابية.
وأشار البحسني، في حوار صحفي نشرته أمس جريدة الاتحاد الإماراتية، إلى أن القوات المشتركة “تتقدم بكل ثقة واقتدار نحو تحرير الميناء وبقية المدينة".

وقال إن “قوات الشرعية والمقاومة الشعبية المدعومة من التحالف، سيطرت على مطار الحديدة بعد معركة استمات الحوثيون خلالها بلا طائل".
وأوضح أن معركة الحديدة جعلت من الحل السياسي للأزمة اليمنية قريبا وممكنا أكثر من أي وقت مضى، مستدركا أن جماعة الحوثي لا تريد التقاط هذه الفرصة.

وقال: "الحوثيون مجرد جماعة مأجورة معبأة إيرانياً، ولا تملك قرارها بسبب النفوذ الإيراني الطاغي عليهم، والذي سيودي بهم إلى التهلكة".
وأضاف: “كان أمام الميليشيات الانقلابية فرصة ذهبية لتسليم الميناء والانخراط في مفاوضات سلام، وأعتقد أنهم لن يقدموا على هذه الخطوة. فدعم إيران الميليشيات الانقلابية متواصل منذ اليوم الأول لبدء الحرب التي اشتعلت بإيعاز من طهران”.
وأكد المحافظ أن “تحرير مدينة الحديدة ومينائها، سيضع حداً للدعم الإيراني وإمداد الميليشيات الانقلابية بالمال والأسلحة الثقيلة والخفيفة والصواريخ الباليستية، بما يفضي إلى تضييق الخناق عليهم".

وقال البحسني: "سبق وأن تم منع تهريب الأسلحة لهم من الجهة الشرقية من جهة المهرة وحضرموت، حيث تم إحكام وسد جميع المنافذ التي تمر منها الأسلحة، بما يعني محاصرة الميليشيات في المرتفعات، وبالتالي اقتراب موعد هزيمتهم النهائية".
وأضاف أن "تحرير مدينة الحديدة كأحد أكبر مدن اليمن وكميناء، سوف يعجل بتحرير صنعاء، حيث إن كل إمدادات صنعاء تأتي من الحديدة، بما سيدفع مواطني صنعاء للتحرك والخلاص من الحوثيين بعد سقوط الحديدة".

وتابع: "إن تحرير الحديدة سيدفع كل الأطراف لإعادة حساباتها، وقد يعجل بالحل السلمي، وسيكون موقف الشرعية والتحالف قوياً، وبالمقابل سوف تنكسر شوكة الحوثيين، وإذا عاندوا فمصيرهم الاستسلام".
وفسر اللواء البحسني إعلان البحرية الإيرانية إرسال مدمرة وحاملة مروحيات إلى خليج عدن بأنه تصعيد كبير للحرب، “ويؤكد تورط إيران بشكل مباشر في هذه الحرب، كما يؤكد تقهقر الحوثيين في الحديدة، وخوف إيران على مصيرهم، حيث إن إيران تريد من وراء ذلك إرسال رسالة بأنها قادرة على مساعدتهم بشكل مباشر".

ورجح أن يكون هذا الإعلان خطوة تمهيدية لدخول إيران الحرب في اليمن بشكل مباشر، لكنه في الوقت ذاته شكك إلى حد كبير أن تتجرأ إيران على الدخول في الحرب بهذا الشكل السافر، “لكونها تواجه في الوقت الراهن ضغوطات دولية كبيرة من قبل المجتمع الدولي، وبالأخص من الولايات المتحدة الأميركية
وقال «لن يسمح لإيران دخول الحرب في اليمن، ولن تتسع رقعة الحرب إلى خارج حدود اليمن بسبب التداعيات الكبيرة التي قد تنجم عن مثل هذه الخطوة الخطيرة، حيث إن لدى دول الخليج معاهدات دفاعية ستمنع من حصول مثل هذا التدخل الإيراني المباشر في الحرب».

وعن إعلان زعيم الانقلابيين عبد الملك الحوثي أن الميليشيات الانقلابية عرضت على الأمم المتحدة الإشراف على إيرادات ميناء الحديدة، قال “إن مثل هذه التصريحات بلا قيمة ولا مصداقية لهذا الرجل، فمنذ انقلابهم على الشرعية وهم يعلنون كذباً التزامهم بوقف الحرب، والالتزام بالهدنة وبقرارات الأمم المتحدة، بيد أن جميع هذه الالتزامات ذهبت أدراج الرياح”. وأضاف “المبعوث الدولي مكث عندهم أيّاماً عدة، وهو يحاول إقناعهم بتسليم الميناء ولَم يفلح وأعتقد أن زيارة المبعوث الأممي الأخيرة إلى صنعاء كسابقاتها، لم تسفر عن شيء تجاه الحل السلمي، فلم يفلح حتى في إقناع الانقلابيين بتسليم ميناء الحديدة».

وعزا البحسني تعنت الحوثيين أمام جهود الحل السياسي طبقاً لمساعي الأمم المتحدة، إلى مشروعهم الانقلابي على الدولة اليمنية، والسعي لتحقيق هدفهم بإقامة دولة موالية لإيران في اليمن، وهو الهدف الذي تقف إيران وراءه بقوة.
وقال: “الحل السياسي في اليمن يعني إقصاء الحوثيين عن مشروعهم الانقلابي، ولهذا يراهنون على وقوف إيران معهم بقوة، وعلى مواقف بعض الدول والمنظمات الدولية التي لا تقرأ الموقف على حقيقته، ولذلك فإن رهانهم الوحيد هو إطالة أمد الحرب”.