> بيلا بيلا «الأيام» أ ف ب
"ليتركنا وشأننا!". هكذا عبّر المزارعون السود والبيض على حد سواء في جنوب إفريقيا عن استيائهم من انتقادات دونالد ترامب لمشروع حكومي لإصلاح الأراضي، واتهموا الرئيس الأميركي بأنه تحدث في هذه القضية من دون أن يعرف تفاصيلها.
وقالت بريلين سوارت وهي امرأة سوداء تربي المواشي وتزرع الحبوب مع زوجها بالقرب من مدينة الكاب (غرب)، إن "الناس كانوا غاضبين جداً من ترامب ولا يزالون كذلك".
وكان ترامب تأثر ببرنامج تلفزيوني بثته قناة "فوكس نيوز" المحافظة جدا، وطلب الأربعاء من وزير الخارجية مايك بومبيو أن يدرس عن كثب مشروع الإصلاح الزراعي في جنوب إفريقيا،
وأضاف أن حكومة جنوب أفريقيا تقوم حاليا بـ"مصادرة أراض ومزارع، ونزع ملكيتها وجرائم قتل مزارعين (بيض) على نطاق واسع في جنوب إفريقيا".
وقبل الانتخابات العامة المرتقبة في 2019، يريد رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا تسريع عملية إصلاح الأراضي "من أجل تصحيح الظلم التاريخي الخطير" الذي ارتُكب بحق الأقلية السوداء في حقبة الاستعمار ونظام الفصل العنصري.
ولتصحيح ذلك، ينوي الرئيس تعديل الدستور للسماح باستملاك أراضي المزارعين الكبار من دون التعويض لهم. وتعهد مرة جديدة السبت بـ"تسريع اصلاح الأراضي، الضروري لتحقيق نمو اقتصادي شامل".
وأشار تشيليدزي ماتشيدزولا (30 عاما) وهو منتج حليب أسود في ولاية الكاب الشرقية، إلى أن "نائب الرئيس (ديفيد مابوزا) قال للمزارعين إن الحكومة لن تقوم بأي شيء غير مدروس". وأضاف "بما أنني مزارع، تثير مصادرة الأراضي قلقي وإن كنت أسود".
لكن من غير الوارد السماح لرئيس أي دولة أجنبية التأثير على الجدل. وقال "نحن لا نحبّ ترامب وصراحته". وأضاف "إنه لا يفهم شيئا من الوضع في جنوب إفريقيا، يجب أن يتم إطلاعه وأن توجه إليه دعوة لزيارتنا".
ورأى ويسكي كغابو المزارع الأسود في شمال شرق البلاد أن "دونالد ترامب يمكن إغضابه بسهولة وهذه ليست المرة الأولى" في إشارة إلى انتقادات ترامب اليومية على تويتر. وأضاف "ليس لدي شيء ضد دونالد ترامب (...) لكن يجب أن يتحقق من الحقيقة قبل التحدث".
وقد أدى اعتماد هذه السياسة إلى انهيار اقتصاد البلاد الذي لم يستعد عافيته حتى اليوم.
ويكرر المزارعون في جنوب إفريقيا بصوت واحد أن الحلّ لن يأتي من الخارج بالتأكيد.