* تطورت كرة القدم تطوراً ملحوظاً ، حيث تحولت من مجرد لعبة إلى علم من العلوم ، وذلك بسبب الاهتمام غير العادي من قبل القائمين عليها ، خاصة في أوروبا والدول المتقدمة كروياً من خلال متابعة أدق التفاصيل للوصول إلى الكمال الكروي.
* فقد كانت طرق اللعب قديماً هجومية ، وتعتمد على فتح المساحات والهجوم بأكبر قدر من اللاعبين ، وحتى اختيارات اللاعبين تعتمد على المهارات بشكل أساسي ، فكانت المتعة والغزارة التهديفية عنوانها.
* إلا أن كرة القدم الحديثة تغيرت ، وتغيرت طرق اللعب فيها ، فأصبحت تعتمد على الزيادة العددية في خط المنتصف وخط الدفاع ، وتضييق المساحات مما جعلها أكثر تعقيداً وسادها الطابع الدفاعي مما أثر ذلك بشكل كبير على المتعة الكروية بشكل عام ، والغزارة التهديفية بشكل خاص ، وذلك بسبب قلة عدد المهاجمين ، أمام الكثافة الدفاعية.
* ومع هذا التغيير ، تغيرت الحاجة بالنسبة لاختيارات اللاعبين ، فتجد الأندية الكبيرة والمدربين يبحثون عن اللاعبين ، الذين يمتازون بالسرعة والمهارة ، ويقدمون العروض المغرية ، للظفر بخدمات هذا النوع من اللاعبين الذين باستطاعتهم صنع الفارق في أي وقت ، وإنجاح تكتيك المدرب في الملعب .. فالسرعة في كرة القدم لها عدة أنواع وأشكال ، ولكن أهمها هي سرعة التحول من الحالة الدفاعية إلى الحالة الهجومية والعكس.
* من خلال ذلك نفهم أن السرعة هي الحل الوحيد ، لفك التكتلات الدفاعية ، فالفريق الذي يمتلك في صفوفه لاعبين يتسمون بالسرعة والمهارة ، وخاصة في الهجوم ، يجعل دفاع الفريق الخصم تحت الضغط ، وكلما زاد هذا الضغط المركز على المدافعين ، يصيبهم الارهاق وقلة التركيز ، مما يتسبب في وقوعهم في الأخطاء وبالتالي تسهل عملية تسجيل الأهداف في مرماهم.
* وعند مشاهدتنا للدوريات الأوروبية ، وخاصة فرق الدوري الإنجليزي الممتاز ، حيث الرتم السريع للعب تجد لاعبيهم يقومون بتنفيذ الضربات الحرة ، ورميات التماس بسرعة ، وذلك كحل من الحلول لاستغلال عدم تمركز المدافعين بالشكل الصحيح ، أو لزيادة الضغط عليهم ، وبالتالي يكون ممكناً استغلال الأخطاء ، التي يقعون فيها .. وفي الأخير نكتشف أن السرعة هي لغة كرة القدم الحديثة .. وهذا ما نفتقره كعرب وقد تبين لنا ذلك من خلال مشاركتنا في كأس العالم الأخيرة.