بالرغم من أننا ما نزال نعاني من ويلات الحرب ، إلا أننا شعب يمتلك من الإرادة والعزيمة الشيء الكثير فلم نكترث للظروف الصعبة ، أو تعيقنا الأعذار في الوصول إلى أفضل المستويات ، فقد أكسبتنا هذه الحرب مناعة ، تحول بيننا وبين وقوعنا في مستنقع الاستسلام فما إن نادانا الوطن للذود عنه رياضياً في المشاركات الخارجية حتى سارع لاعبونا الأبطال حاملين رايته على أعناقهم رافعين شعار المعاناة تولد الابداع.
* وقد تجلت هذه الإرادة والعزيمة ، التي يتحلى بها لاعبونا في أروع صورها ، من خلال النتائج التاريخية والرائعة التي حققتها منتخباتنا المشاركة في التصفيات الآسيوية ، حيث كان منتخبنا للشباب قاب قوسين أو أدنى من خطف بطاقة التأهل ، إلا أن الرياح أتت بما لا تشتهيه سفننا.
* ولكن بفضل الله .. ثم بعزيمة الأبطال ، تمكن منتخبنا للناشئين من خطف بطاقة التأهل لنهائيات كأس آسيا لكرة القدم ، وسار لاعبو منتخبنا الوطني على نفس المنوال وكان لهم ما أردوا حيث استحقوا التواجد وبجدارة لأول مرة في العرس الآسيوي ، فانهالت عليهم التكريمات والوعود ، من قبل أكبر هرم في الدولة ، ألا وهو رئيس الجمهورية الذي وجه بتوظيف كل اللاعبين الذين شاركوا في تحقيق الإنجاز ، كما وجه أيضاً بصرف حوافز مادية لهم .. إلا أن لاعبينا لم يحصلوا من كل هذه التكريمات والوعود ، إلا على الصور التذكارية التي التقطت لهم ، والتصريحات التي توجت بها عناوين الصحف ، والمواقع الألكترونية.
* وبمجرد الانتهاء من هذه التصفيات ، كان من الطبيعي أن يعود اللاعبون إلى بيوتهم ، لقضاء الإجازة والاحتفال بهذا الإنجاز مع الأهل والأصدقاء آملين في العودة السريعة للالتحاق بمعسكر المنتخب للاستعداد لهذا الحدث القاري ، لكن هذه الإجازة طالت ، وخاصة على اللاعبين المحليين بسبب توقف النشاط الرياضي، وبالتالي هذا التوقف سيؤثر بالسلب على مستويات لاعبينا ، ويعود السبب في ذلك إلى عدم التوصل لاتفاق مع مدرب لقيادة المنتخب.
* في الأخير أحب أن أقول لمسئولينا عن الرياضة : الله الله بلاعبينا ، لا وظيفة ولا فلوس ولا حتى مدرب أو معسكر مناسب لتهيئة أبطالنا .. فبأي نفسية سيخوض لاعبونا هذه البطولة القوية؟