> عدن «الأيام» خاص
وصف محللون سياسيون بيان المجلس الانتقالي الذي دعا فيه إلى انتفاضة شعبية ضد الحكومة بأنه بيان عقلاني قابل للتطبيق على الواقع، وأنه عبر عن تطلعات شعب الجنوب دون تعصب أو تطرف في الطرح، غير أن آخرين أبدوا ملاحظات رأوا أن البيان لم يتطرق لها.
وقال رئيس مركز عدن للدراسات قاسم داود علي إن البيان عقلاني ومتوازن ومتدرج ابتعد عما يمكن توصيفه بالانقلابي.
واعتبر داود البيان «خطوة إنقاذ وطوق نجاة من إعصار قد يجرف معه، لو قدر الله، الأخضر واليابس».
وأضاف «أمام الانتقالي تحد خطير ولحظة حاسمة، عليه النهوض بكل ما يتطلبه الانتصار والنجاح».
الباحث السياسي حسين بن لقور قال إن البيان «لم يترك مجالا للتحالف العربي للتملص من مسؤوليته».
وأشار إلى أن «الانتصار على الحوثيين لن يتحقق والشعب يتضور جوعا بفعل فساد الشرعية وفشلها».
وقال «البيان لم يتطرق إلى العمليات الحربية التي تخوضها المقاومة الجنوبية بالشمال، كما خلا البيان من المفردات السابقة مثل (انقلابيين - حسم معركة الحديدة - التدخل القطري الإيراني...)».
وقال «البيان كان جريئا وواضحا غير كل مرة، لكن يبقى التنفيذ هو المحك الحقيقي».
السياسي الجنوبي أحمد الربيزي قال «جاء بيان المجلس الانتقالي ليثبت أنه جدير بثقة من فوضوه ونعتقد أن ما وصلت إليه حالة الناس في الجنوب جراء ما تمارسه حكومة الشرعية وفاسدوها من سياسات التجويع والتركيع للناس هي من جعلت من الأهمية بمكان أن يتحرك المجلس الانتقالي الذي تطمح الناس أن يتولى زمام المبادرة ويقود الجنوب وثورته إلى فك الارتباط من صنعاء وصراعاتها ومليشياتها الطائفية والإرهابية الإخونجية ومتنفذيها الذين ظلوا ما يقارب ربع قرن وهم يهيمنون على ثروات الجنوب الذي جعلوه اليوم عبارة عن أكوام من الخراب والدمار الذي أحدثوه خلال فترة احتلالهم للجنوب منذ 94م».
وأضاف «اليوم المجلس الانتقالي أمام مفترق طرق إما أن ينتصر أو سيفقد ثقة الناس به، وألا يكرر ما جرى في يناير الماضي، الناس في الجنوب تريد انتصارا وافيا كاملا، لا تريد أنصاف ثورات وأرباع انتفاضات».
وحذر شعب الجنوب من أن الشرعية اليمنية ستعمل بعد هذا البيان على دس أشخاص من مؤيديها للإدلاء بتصريحات باسم القضية الجنوبية لاستهداف الإجماع الشعبي وشق الصف.
وأضاف «يا دول التحالف، وخاصة السعودية والإمارات، احذروا من غضب شعب الجبارين شعب الجنوب العظيم، نحن شركاء ولسنا أتباعا».
وأضافت «إذا تحول البيان إلى وقائع وثبات وصمود، فسوف أشد الرحال إلى وطني لأكون في خدمته وفي قلب مشهد كرامته، وجزءا منها، ولو أصبحت مشروع شهيدة من أجل تحقيق المشروع السامي وإنجاز هدف الشعب الجنوبي في بناء دولته المستقلة على ترابه الوطني».