> عوض بامدهف
عدن هبة البحر الذي يحتضنها بكل الدفء والحب والحنان ، فيما ترتمي أمواجه المتعبة من رحلتها السرمدية عند قدمي عدن تلتمس الراحة والأمان ، في وقفة استرجاع وتجديد قوة الدفع ، لتواصل مشوارها الأزلي بين المد والجزر في إيقاعات متناغمة الخطى.
* عدن فاتنة البحر المدللة بشواطئها الساحرة والخالية والذهبية ، لها حكاية غريبة مع رياضة السباحة ، حيث لم تجد هذه الرياضة المائية الأنيقة من يهتم بها ، وظلت ممارستها محصورة في إطار الممارسات الفردية لإشباع رغبات الكثيرين بالاستمتاع بهذه الرياضة الساحرة حيث وجد هؤلاء في شواطئها الجميلة خير متنفس لممارسة هوايتهم المائية ، وظل الوضع على ما هو عليه ولفترة طويلة رغم بناء مسبح حقات ، إلا أن حال السباحة لم يشهد أي تطور يذكر، وكان مسبح حقات مجرد متنفس جديد وآمن إلى حد ما ، ولقد تخللت هذه الفترة ، إقامة بعض المسابقات التنشيطية والموسمية ، بين الحين والآخر يشارك فيها رواد مسبح حقات.
* وفي سبعينيات القرن المنصرم سعى جاهداً الرياضي الكبير الأستاذ يوسف حسن السعيدي (رحمة الله عليه) ، لتحريك الركود المخيم على رياضة السباحة والعمل على تنشيطها ، ونجح في ذلك ، حيث شاركت السباحة في الدورة العربية الرياضية ، التي استضافتها الصومال في العام 1979م وكانت مشاركة خجولة.
* وبعد مسلسل الاخفاقات كانت رياضة السباحة على موعد مع الفرج المنتظر الذي حل بقدوم عاشق السباحة، الرياضي الكبير الأخ خالد محسن الخليفي ، الذي شكل قدومه إنفراجة كمنقذ للسباحة ، من خلال العمل على إظهارها ، بأشكال وأنماط متطورة ومتجددة ، ورغم التركة المثقلة ، تمكن عاشق السباحة من إحداث نقلات نوعية حيث احتلت هذه الرياضة الأنيقة موقعها المميز وسط باقة الألعاب الرياضية ، محققاً تلك المعادلة القادمة التي طالما انتظرها عشاق السباحة، وبعشقه الجارف ومثابرته وإرادته القوية وعلاقاته الواسعة نجح في فتح نافذة تطل منها سباحة الوطن على العالم ، ولو عبر إطلالات خجولة.