بلدنا مثل كثير من الدول النامية التي تكرم الإنسان بعد وفاته ، في الوقت الذي يحتاج فيه الإنسان هذا التكريم في حياته والذي سيكون له الأثر الأكبر في نفسيته لأن هذا النوع من التكريم سيخلق حالة من المنافسة مع الزملاء الذين يعملون في نفس المجال لتقديم أقصى مجهود ، وأجمل عطاء للوصول إلى هذه المرتبة العالية من الإبداع ، ففي الوسط الرياضي ، قدم لنا المغفور له الكابتن سعد خميس نموذجاً مشرفاً في الإخلاص والعطاء والوفاء ، حيث أفنى حياته في خدمة الرياضة والرياضيين ، في مجال التحكيم الرياضي ، في لعبتي السلة والقدم ، كما قدم أيضاً المحاضرات التعليمية للاعبين في كل الأندية ، وخاصة لقطاع الفئات العمرية.
* وعندما أقام إتحاد عدن لكرة القدم بطولة للبراعم تحمل إسمه تخليداً لمكانته ، توقعت وأنا أتابع مجريات هذه البطولة ، أنها ستكون تشريفية ، لأنها تحمل إسم رجل قدم الكثير لكرة السلة وكرة القدم ، وللرياضة بشكل عام ، وأن الأندية ستحترم هذه البطولة التي تحمل إسمه إلا أنني تفاجأت وأصبت بحالة من الاستياء الشديد والتعجب والاستغراب ، لما قامت به بعض إدارات الأندية من اعتراضات ومناكفات وارتكاب جريمة التزوير في أعمار براعمها ، والدخول في مستنقع تصفية الحسابات فيما بينها، ولم يتوقف الأمر عند هذا فحسب بل توسعت هذه الأندية في الإرتقاء بما فعلته إلى إيقاف هذه البطولة ، وللأسف نجحت في ذلك.
* أحب أن أوجه رسالة إلى كل مجالس إدارات هذه الأندية ، وهي أن وجودكم في مناصبكم ليس تشريفاً لكم ، وإنما هي مكان لتقديم الخدمة لشبابكم ، وتوفير الأجواء الملائمة لهم ، من أجل ممارسة الرياضة بالصورة الصحيحة ، وأن تشاركوا بشكل فعال ، في إنجاح جميع البطولات التي يقيمها إتحاد الكرة .. فلماذا لا ترتقوا بأخلاقكم ، وتخجلوا ولو قليلاً لأن ما قمتم به لا يخدم أحداً ، بل على العكس ، فهو يضر كثيراً بسمعة رياضة عدن ، علماً أن شبابنا ينتظرون إقامة مثل هذه البطولات بفارغ الصبر.