> عدن «الأيام» خاص
الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي، اللتان تخوضان حربا منذ ما يقرب من أربعة أعوام، مستعدتان لاستئناف العملية السياسية خلال مفاوضات دعا إليها المبعوث الأممي مارتن جريفيثس، ومن المقرر أن تبدأ نهاية الشهر الجاري في السويد عقب تعثر مسار المفاوضات في السادس من سبتمبر الماضي.
الحوثيون والحكومة أبديا خلال أمس وأمس الأول نوايا للذهاب إلى السويد وخوض جولة المفاوضات التي قال المبعوث الدولي إنه أعد لها وثيقة ومبادئ خاصة تنطلق من المرجعات الثلاث، على خلاف مبادرة وزيري الدفاع والخارجية الأمريكيين جميس ماتيس ومايك بيومبيو التي طرحت مشروع الحكم الذاتي للحوثيين والاعتراف بهم كشريك رئيس في سلطة الحكم باليمن في إشار إلى تسوية متفق عليها قد تتجاوز بعض الجزئيات في مرجعيات الحل المتمثلة بالمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني والقرارات الأممية.
نوايا الطرفين بالحوار واستئناف المسار السياسي ترافقت مع تصريحات متبادلة من الطرفين بشأن تعليق العمليات العسكرية في الحديدة وإيقاف إطلاق الصواريح إلى الأراضي السعودية.. لكنها لاتزال حتى اللحظة في إطار إبداء حسن النويا وكسب ود المبعوث الدولي إن لم تكن وسيلة للعلب على عامل الوقت والحصول على مكاسب سياسية يننظرها كل طرف من أخطاء الآخر.
جاء ذلك في بيانٍ صادر عن رئيس اللجنة الثورية العليا محمد علي الحوثي، الذي أعلن عما وصفه بـ«المبادرة»، تلبية لطلب المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن جريفيثس الذي قال الحوثي إنه طالبهم بإيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة.
وأضاف رئيس اللجنة الثورية العليا التابعة لجماعة الحوثي «بعد تواصلنا مع المبعوث الدولي وطلبه إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، فإننا نعلن عن مبادرتنا بدعوة الجهات الرسمية اليمنية إلى التوجيه بإيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة» على السعودية والإمارات وحلفائهما في اليمن.
وينبئ هذا الإعلان الحوثي بأن تحركات جريفيثس الأخيرة، المشفوعة بدعوات دولية متزايدة إلى العودة إلى طاولة المفاوضات، ربما بدأت تؤتي ثمارها، لكن ذلك يُنتظر أن تَثبت صحّته وجدّيته مع زيارة المبعوث الأممي لصنعاء، والتي مهّدت لها مديرة مكتب جريفيث في اليمن، نيكولا ديفيز، بمباحثات جمعتها أمس الأول بوزير خارجية الحوثيين هشام شرف. وأكدت ديفيز، خلال المباحثات التي انعقدت في صنعاء، أن مندوب المنظمة الدولية «مستمر في مساعيه الحميدة لكسر الجليد، وبدء عملية المشاورات السياسية في أقرب وقت ممكن، بما يساهم في إعادة الأمن والاستقرار إلى اليمن»، وفقاً لما نقلته عنها وكالة «سبأ»الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وجاء في بيان نشره مكتب المبعوث الخاص على حسابه في موقع تويتر، أن جريفيثس يرحب «بإعلان جماعة أنصار الله إيقاف إطلاق الصواريخ والطائرات المسيرة، ويأمل من جميع الأطراف بممارسة ضبط النفس، بما يساهم في خلق مناخ ملائم لجلسات المشاورات.
وكانت الحكومة اليمنية أعلنت مطلع الأسبوع الماضي إيقاف العمليات العسكرية في الحديدة، لكن المواجهات والقصف المتبادل من الطرفين استمر أياما قبل أن يعود الهدوء للمدينة وتراجع حدة المواجهات يومي الخميس والجمعة الماضيين، في حين أكد المتحدث باسم التحالف العربي تركي المالكي أن التحالف لم يتخذ قرارا بإيقاف الحرب، وقال إن العمليات العسكرية لتحرير الحديدة مستمرة وإن كل مرحلة لها وسائلها وسماتها.
حكومة الشرعية من جانبها أعلنت أمس الاثنين موافقتها على المشاركة بالمشاورات المقرر عقدها في السويد.
وقال البيان إنه سيتم إرسال «وفد الحكومة للمشاورات بهدف التوصل لحل سياسي للأزمة، مبني على المرجعيات الثلاث المتفق عليها، والمتمثلة في: المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرار مجلس الأمن رقم 2216».
وشددت الحكومة على «أهمية الضغط على المليشيات الحوثية للتجاوب مع الجهود الأممية والحضور إلى المشاورات دون قيد أو شرط»، داعية الأمم المتحدة والمجتمع الدولي إلى «اتخاذ موقف حازم من أي تعطيل قد تقوم به المليشيات الحوثية لتأخير أو عدم حضور المشاورات في موعدها المحدد».
وأجرى وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت أمس محادثات في طهران تناولت الحرب اليمنية. وقال هانت للصحافيين «نحن حريصون جدا جدا على المضي قدما نحو السلام في اليمن. هذه أولويتنا».

وقال العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز في خطاب قصير بمجلس الشورى السعودي إن بلاده تدعم الحل السياسي في الأزمة اليمنية.
وأكد دعم بلاده «للوصول إلى حل سياسي وفقاً لقرار مجلس الأمن رقم 2216 والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني اليمني الشامل».
وقدمت بريطانيا مساء أمس مشروع قرار إلى مجلس الأمن الدولي بشان حرب اليمن والأزمة الإنسانية والتسوية السياسية وإعادة الأطراف المتصارعة إلى طاولة المفاوضات، لكن القرار يحتاج تأييد تسعة أصوات وعدم استخدام الولايات المتحدة أو روسيا أو الصين أو بريطانيا أو فرنسا لحق النقض «الفيتو».
وشن التحالف آلاف الغارات الجوية في اليمن والتي أصابت مدارس وأسواق ومستشفيات وأدت إلى سقوط مئات القتلى على الرغم من إعلانه أنه لا يستهدف المدنيين.