> شنغهاي «الأيام» أ ف ب
ظاهرة متنامية تشهدها كرة القدم الصينية، تقوم على إيفاد لاعبين شبان من المنتخب الوطني لكرة القدم وأندية دوري الدرجة الأولى، الى معسكرات تدريب تابعة للجيش، في خطوة تمزج بين التمارين القاسية وتلقينهم أفكار الحزب الشيوعي.
تابع المشجعون بمزيج من الانتقاد والترفيه، انتشار صور للاعبين حلقت رؤوسهم بالكامل، ورموا أنفسهم في الثلج وهم يرتدون ما قل من الملابس.
وتعكس الخطوة إصرار الجانب الصيني على القيام بكل ما يلزم بهدف تطوير أداء المنتخب في ظل سعي العملاق الآسيوي للتحول قوة وازنة في كرة القدم. الا أنها لاقت انتقادات من المشجعين لأن العديد من اللاعبين اضطروا للغياب عن المباريات الأخيرة لأنديتهم في الدوري المحلي.
نادي شنغهاي شينخوا المشارك في الدرجة الصينية الأولى، والذي ضم في صفوفه الموسم الماضي النجم الأرجنتيني السابق كارلوس تيفيز، قام أيضا بإرسال مجموعة من لاعبيه ما دون 19 عاما، ليمزجوا ما بين التدريب الكروي والحياة العسكرية الصارمة.
وأشار الى أنهم "اطلعوا على مواد مرتبطة بالدعاية، زاروا القاعة التاريخية للوحدة (العسكرية)، وشاركوا في تدريبات عسكرية أساسية"، وتابعوا كل ليلة قبل أن يخلدوا للنوم، نشرة الأخبار المسائية للقناة التلفزيونية الرسمية، والتي تعد بمثابة الوسيلة الإعلامية الناطقة بلسان الحزب الشيوعي الحاكم.
تقوية أيديولوجية
وفي حين لم يكشف الاتحاد الصيني لكرة القدم بصراحة عن مقاصده من التدريب العسكري للاعبين، الا أن صحيفة "بيجينغ إيفنينغ نيوز" أشارت الى أنه "في عدد من المباريات التحضيرية السابقة، تم توجيه الانتقاد الى عدد من لاعبي المنتخب على خلفية عدم بذلهم الجهد المطلوب، وعدم تمتعهم بحس الفخر الوطني".
أما صحيفة "بيجينغ يوث دايلي" فنقلت عن الاتحاد المحلي للعبة، أن هذه المعسكرات هدفها "تقوية اللاعبين الشبان أيديولوجيا".
وعمل الرئيس الصيني شي جينبينغ على تعزيز حضور الحزب الشيوعي الحاكم منذ عام 1949، في مختلف مناحي الحياة في الصين، ما دفع الى إجراء مقارنات بينه وبين الزعيم التاريخي ماو تسي تونغ. وقامت الإدارات الحكومية والشركات والمنظمات في مختلف أنحاء البلاد، بالمساهمة من خلال عقد جلسات تلقين على القيم الماركسية و"أفكار شي جينبينغ".
ووجه مشجعون صينيون انتقادات للاتحاد، معتبرين أنه يقدم السياسة على لعبة كرة القدم عبر إبعاد عشرات اللاعبين عن المباريات في القسم الأخير من الموسم، ونقلهم الى الثكنات العسكرية للخضوع للتدريبات.
وانتشرت على مواقع التواصل صور للاعبين الشبان يرتدون ملابس عسكرية ويجلسون في غرفة بيضاء اثناء متابعتهم مباراة المنتخب الوطني الصيني للشباب مع المنتخب الهندي، انتهت بالتعادل السلبي. وتصدرت الغرفة لافتة حمراء تحض اللاعبين على أن يكونوا مواطنين محترمين.
وكان التعاقد مع ليبي (70 عاما) عام 2016، من ضمن السعي لتطوير أداء المنتخب وكرة القدم الصينية عموما، في تعاقد شمل منحه راتبا سنوي يعد من الأعلى عالميا (تقدره تقارير صحافية بـ28 مليون دولار).