> عمرو سعد
(إبتسم أنت في اليمن) .. مقولة تتردد كثيراً في السنوات الأخيرة ، لأن ما نشاهده في هذه البلاد لايمكننا مشاهدته في بلاد أخرى ، والسبب أن (الخبز لا يعطى لخبازه في اليمن) ، وأقصد هنا (الشأن الرياضي) ، ففي اليمن المسؤول الأول عن لعبة كرة القدم شيخ .. وأنا هنا لا أقصد الإساءة للشيخ أحمد صالح العيسي ، الذي قدم ، وما يزال يقدم لكرة القدم اليمنية الكثير ، ولكن لأنه شيخ ، فقد تم تحويل المنظومة الإدارية القائمة على الاتحاد العام لكرة القدم ، والتي كانت تسير وفقاً لها لعبة كرة القدم إلى منظومة المشيخة والقبيلة ، وأقصد هنا أن الشيخ، مش الاتحاد بحسب سجيته وطيبة قلبه كانت مطمعاً للكثير من المصلحيين والوصوليين ، الذين كسبوا ثقة شيخنا الجليل وحبه لهم .. وبالتالي أصبحوا مقربين جداً من صنع القرار.
* وفي الفترة الأخيرة تقلد الشيخ الجليل أحمد صالح العيسي عدداً من المناصب ، أهمها تقلده منصب (مستشار رئيس الجمهورية) ، ونائب مدير مكتب رئاسة الجمهورية .. بالإضافة إلى تجارته المعروفة ، ونتيجة لهذين المنصبين الحساسين إزدادت مسئولياته ، مما أعطى الفرصة للمقربين منه لفعل ما يحلو لهم متكئين على سمعة الشيخ العطرة ومواقفة المشرفة فبدأوا بعملية الاختيارات لكل ما هو متعلق بكرة القدم ومنتخباتها المتعددة ، إبتداء من بدلات التمارين وانتهاء بالمعسكرات والمدربين واللاعبين وفقاً للعلاقات الشخصية يعني إذا أنت لك علاقة قوية معهم فأنت ستكون موجود ، أما إذا أنت ليس معهم .. فمعك الله.
* طبعاً هذا كله يمر على مرأى ومسمع من الشارع الرياضي ، الذي يضم عدداً كبيراً من اللاعبين السابقين والإعلاميين ، والمهتمين بالشأن الكروي اليمني ، وعندما تتحدث مع أحدهم ، أو تسأله : هل أنت راض على الطريقة التي يُدار بها الاتحاد ، يرد عليك : "أنا لست راض" .. ولما تقول له ، أو توجه له نصيحة : طيب ليش ما تتكلم ، يرد عليك بقوله السلبي : "أنا ما ليش دخل ، وبعدين الشيخ أحمد صالح العيسي إنسان طيب جداً وكريم مع الكل ، وأنا لا أريد أن أخسره".