> حاوره/ سليم المعمري

 أوضح مدير عام مستشفى الصداقة التعليمي بالعاصمة عدن، د.رمزي عليوة، أن المشفى يُعاني من ضعف في الميزانية، ونقص الكادر الطبي والتمريضي، وغياب الاستحداث للمشفى منذ تأسيسه عام 1988م.
وأكد عليوة في حواره مع «الأيام» أن هذه المشكلات أعاقت إدارته من تأدية واجبها بالشكل المطلوب خدمة للمرضى، والذين تتزايد أعدادهم يومياً لتقديمه خدمة شبه مجانية، وكذا لتوفر أقسام غير موجودة في المستشفيات العامة الأخرى في البلاد.
هذه المعلومات وغيرها تقرؤونها في سياق الحوار الآتي:


* لنبدأ من المعاناة التي تواجهونها في إدارة المستشفى.
- المعاناة التي تعترضنا كبيرة، وبعضها عائد إلى كون هذا المشفى يُعد مرجعًا لكل المستشفيات بحكم الموقع، كما أن أقسام الإسهال والوبائيات والأورام وقسم مرضى الدم زادت من تدفق المرضى إليه، فضلاً عن كوننا نقدم خدمات كبيرة شبه مجانية مقارنة بالمستشفيات العامة، ومجانية للحالات القادمة من مناطق الحرب، في الوقت الذي فيه ميزانية المستشفى الحالية تقدر بـ 11 مليوناً فقط، أكثر من نصفها يذهب لشراء الأكسجين، كما أن غالبية الكادر الوظيفي متعاقد بعضهم بدون راتب، ولهذا يصعب علينا السيطرة عليهم، وقد يتركون مواصلة مهامهم في أي لحظة، أيضاً نحن بحاجة لكادر تمريضي بعدد 400 وكادر طبي بعدد 200 لنتمكن من تأدية مهامنا بالشكل المطلوب، كما أن السعة السريرية فيه أكثر من 650 سريراً قابلة للزيادة، وميزانية الصيانة فيه صفر، فمنذ فترة تأسيسه 1988م لم يشهد أي تحديث.

 كم الميزانية المطلوبة؟
- الميزانية الحالية كما أشارنا سابقاً تبلغ 11 مليوناً فقط، ولنستطيع تشغيل المشفى بالشكل الصحيح نحتاج إلى 34 مليوناً. بالإضافة إلى قيامنا بالتعاقد مع شركة أمنية خاصة من أجل حماية الأقسام الطبية، وندفع لهم من مساهمة المشفى، وهذا يضاعف من المعاناة.

ماذا عن إراداته الشهرية؟
- إرادات المساهمة الشهرية 8 ملايين تسخر في تغطية حوافز النوبات وعلاوات وشراء المحاليل وأدوات المختبر وأدوية، وهذه لا تغطي كامل الاحتياج، والمستشفى يسير في عجز مالي يوصل الآن إلى 160 مليوناً.

  صِف لنا الوضع الحالي للمشفى.
- المستشفى يقدم خدمات غير عادية بكامل الأقسام وبكادر ذات كفاءة عالية سواءً أكان من الأطباء أم الإداريين، ولكن المشكلة التي تعترضنا هي المبنى والذي لا يستطيع مواكبة الخدمة التي يقدمها، ففيه يوجد قسم خاص بالأطفال، وآخر للنساء، وكذا الباطني، كما أنه المشفى الوحيد الذي به قسمان لإنعاش الأطفال والباطني، وحالياً نحن بصدد تجهيز قسم إنعاش نساء وولادة وآخر لإنعاش الدفتيريا، وهو الوحيد أيضاً الذي يستقبل حالات الإيدز والكوليرا.
مدير مستشفى الصداقة د.رمزي عليوة
مدير مستشفى الصداقة د.رمزي عليوة

  هل رصدتم خلال الفترة الماضية حالات إصابات بأمراض مثل فيروس إنفلونزا الخنازير أو فيروسات خطيرة أخرى؟
- حالياً لا يوجد أي رصد.

هل لديكم جهاز لفحص مثل هذه الفيروسات؟
- الجهاز موجود ولكن قيد الإصلاح، وحالياً نفكر بتشغيله مع جهة معينة ولكن المشكلة هي الميزانية، فحسب إفادة المتخصصين فإن الجهاز يحتاج إلى 15 ألف دولار كميزانية تشغيلية، وهذا غير متوفر لدينا.

معظم شكاوى المرضى ترد من أقسام الرضع، ما السبب؟
- هذه الأقسام تحتاج عناية متواصلة وأيضاً طاقم تمريضي كبير، فعدد الحاضنات فيه وصل إلى 18 حاضنة جميعها مشغولة على الدوام، وبعضها تحتاج إلى إعادة إصلاح وبتكلفة كبيرة جدًا بحسب المهندسين، وأخرى غير قابلة للإصلاح، ومع هذا نحن بحاجة إلى 54 حاضنة جديدة؛ نظرًا للطلب المتزايد عليها لمجانيتها في المشفى، بعكس المستشفيات الأخرى، والتي يكلف قيمة استخدامها ليوم واحد 20 ألف ريال، كما أن قلة الكادر التمريضي زاد من المعاناة في هذا المجال.

هل من ضمن برامجكم المستقبلية افتتاح أقسام جديدة في المشفى؟
- نعم سيتم افتتاح قسم جديد إلى ما بعد الولادة داخل قسم النساء، وهذا من شأنه أن يخفف من قسم حضانة الأطفال.

التقصير الحاصل بالمشفى من يتحمل مسؤوليته؟
- ليس جهة معينة بل الجميع، وعبر «الأيام» نطالب الجهات المسئولة ممثلة بالحكومة إلى دعم هذا المستشفى ليتمكن من أداء واجبه بشكل أفضل.

ماذا عن الوضع الأمني في المشفى؟
- في السابق تعرض للإغلاق وخصوصًا قسم الأطفال، بسبب الاعتداء على إحدى الأطباء بالقسم، ولكن منذ أن تم الاتفاق مع قوات الإنشاءات التابعة للحزام الأمني لم تحدث أية مشكلة.
مستشفى الصداقة
مستشفى الصداقة

هل هذه القوة كافة لتأمينه؟
- يبلغ عدد أفراد هذه القوة 30 فردًا، وهذا لا يكفي، ولكي نضمن استقرار المشفى نحتاج إلى 120 فردًا لاسيما أن المشفى توجد به سبعة أبواب.

ماذا عن محاولة السرقة التي شهدها المشفى مؤخراً؟
- نعم حصلت قبل بضع أيام محاولة سرقة لإحدى مستودعات التغذية الخاصة به، وتمكنت الحراسة الأمنية من كشف عملية السرقة في وقتها والقبض على السرق الثلاثة وإحالتهم إلى النيابة.

  هل من دور لوزارة الصحة والمنظمات المحلية والخارجية؟
- تبذل الوزارة كل الجهود لدعمنا، وهناك دعم من قِبل المنظمات كتوفير بعض المواد؛ ولكنه ليس بالمستوى المطلوب، وما نتمناه هو رفع ميزانيته الضعيفة، والتي لا تلبي احتياجاته، كما نتمنى أيضاً تحديث البنى التحتية فيه، حيث أصبحنا نعاني من طفح المجاري، والتي تبلغ فتحاتها 25 فتحة، كما نُعاني من شبكة المياه، وكذا الكهرباء بسبب قدم المولدات، وقد نتعرض خلال الفترة إلى هزة كبيرة جداً بهذا الخصوص.

كم استهلاككم من البنزين ومن أين تتحصلون عليه؟
- الاستهلاك الحالي من الديزل في هذه الفترة قليل بل في أدنى مستوياته ويرجع هذا إلى كون الكهرباء شغالة باستمرار، ونتلقى دعم في هذا الجانب من التحالف العربي، ونتحصل على 20 ألف لتر من منظمة الصحة العالمية.   

هل لكم تواصل مع الهلال الأحمر الإماراتي؟
- نعم كان لي زيارة لهم الأسبوع الماضي، وأبدوا استعدادهم للتعاون معنا، كما أبدت قيادة التحالف أيضاً استعدادها للدعم وفتح الدور الأخير بالمشفى لاستقبال جرحى جبهة الساحل الغربي، وعما قريب سيقومون بزيارة المستشفى للاطلاع على أوضاعه.

كم المديونية الخاصة الكهرباء لدى المشفى؟
- لا توجد أي مديونية.

ما الذي تريد قوله في ختام هذا اللقاء؟
- رسالتي أوجهها لمحافظ عدن أحمد سالمين، والذي سبق له أن دعم المستشفى بـ 11 مليوناً حينما كان وكيلاً، واستطعنا من خلالها تسديد علاوة الموظفين بشكل كبير، ونطالبه بمزيد من الدعم، والأمر ذاته إلى مدير عام الشيخ عثمان الذي حل في الماضي إشكاليات عدة في المستشفى.