> عبدالحكيم الخديري
أراد أحدهم أن يكون له حيزا من الفراغ في إحدى صحف بلده ليدلي برأيه كما يدلي الأدباء والكتاب والصحفيون بآرائهم، فهو أديب وكاتب وصحفي لكنه مختلف ليس كثيرا عنهم، فالاختلاف يكمن أن لهم أيادي تنقل لهم ما يكتبون هو (لا) أراد المحاولة دون يأس، لكنهم لا يأبهون، بحث عن أرقام رئيسو التحرير للصحف تواصل مع بعضهم لم يحرك له ساكنا، أراد أن يستفسر من هكذا أفعال قيل له (لا يعرفوك) لكنه عاد قليلا متأملا فيما مضى، وقال كان هناك كما تعلمت صحف ناطقة باسم الشعب وصحف منابر للأقلام الحرة وصحف تنقل معاناة الشعوب وآرائهم ولا يوجد في زمننا هذا صحف لا محسوبية.
أظن أننا لو نسينا المحسوبية في حياتنا سنكون أفضل، فعلى الأقل سنخفف من انتقاداتنا للفاشلين وسنسلم من إثم وشتم واغتياب الآخرين، كما نفعل اليوم، وبالتالي سينسجم المواطن للمسؤول وسيحب المواطن موطنه، لو نسينا المحسوبية لن يكون القريب أحد معايير التوظيف والترقية في العمل، ولن تقتصر المناصب العليا والأقربون أولى بالمعروف، وسيكون الإبداع والإنتاج الجيد هما المعياران الرئيسان لكل من أراد أن يتقلد منصباً رفيعا.
لونسينا المحسوبية، فلن تلاحقنا أخبار الحفلات والمناسبات لمن نرتجي منهم الشيء وستكون ميزانيتنا أكثر استقرارا، حيث أننا لن نضطر إلى أن نشتري هدية في حفل أو مناسبة قريب أو صديق في كل مناسبة.. لونسينا المحسوبية، فإننا سنرتقي بأنفسنا إلى الحرية، لأننا حينها لن نحتاح الى البشر كثيرا.
لونسينا المحسوبية، فإن المال لن يصبح ذا قيمة كبيرة كما هو اليوم، وستكون الأعمال العظيمة هي التي تحدد مكانتنا في المجتمع، فكلما عظمت أعمالنا تكلمنا بالوقار والهيبة اللذين سيكتسبهما المبدع عند إنجازه عوضا عن أن يكتسبها ذو المحسوبية الذي في كثير من الحالات لا شأن له فيها إلا انه قريب.. لو نسينا المحسوبية فسنبقى طموحين حتى آخر لحظة في حياتنا، فلن يرتبط الطموح بالمحسوبية، بل سيكون لصيقا بالأمل الذي كلما اتسعت آفاقه في قلب الإنسان عاش سعيدا.