> الدريهمي «الأيام» أ ف ب
يحاول مسعفون إنقاذ حياة فتاة في العشرين من عمرها بعد إصابتها برصاصة قناص في رأسها في مدينة الحديدة رغم الهدنة التي تم التوصل إليها بصعوبة بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمتمردين الحوثيين.
ويجد سكان المدينة أنفسهم عالقين بين هدنة تتخللها اشتباكات متقطعة أو حتى حرب شوارع حال انهيار الاتفاق.
ويروي الطبيب عايد ناصر، نائب مدير مستشفى الدريهمي، أن المصابين يأتون يومياً إلى المستشفى منذ دخول التهدئة حيز التنفيذ؛ يصابون بـ "(رصاص) القناصة، وعبوات ناسفة، وألغام، وقذائف هاون".
ويشير المواطن محمد صالح (46 عاماً)، في مخيم في بلدة الخوخة القريبة، إلى أن "قبل وقف إطلاق النار، تضرر منزلي. وبعد الهدنة، تضررت خيمتي. لم يتغير أي شيء".
ويتخوف الكثيرون في المخيم من العودة إلى بيوتهم وأراضيهم الزراعية حتى بعد التهدئة، متهمين المتمردين الحوثيين بزراعة الألغام والعبوات الناسفة، عقاباً لهم على فرارهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.
دوامة الصراع
وزارت "فرانس برس" الحديدة الأسبوع الماضي في إطار رحلة نظمها التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات الذي يقاتل المتمردين الحوثيين.
ولكن الاشتباكات تركت انطباعاً قاتماً لدى الكثير من السكان والمسؤولين العسكريين، الذين قابلتهم وكالة فرانس برس، بأن التهدئة ستنهار على الأرجح، ما سيدفع بالحديدة إلى موجة جديدة من النزاع ستعجل بالمجاعة.
أكّد جريفيثس، في حديثه لصحيفة "الشرق الاوسط" السعودية، أن الجنرال الهولندي باتريك كومارت، كبير المراقبين الأمميين في اليمن المكلف مراقبة انسحاب المتمردين من المدينة، سيغادر منصبه.
وبحسب نايتس فإنه "على الرغم من أنه يبدو أن الحوثيين يسعون عمداً إلى انهيار وقف إطلاق النار عبر القيام بغارات استفزازية.. فإنه على الأرجح سيتم توجيه اللوم إلى التحالف حال تقدموا في الحديدة".
ولكن على الأرض، يعرب مقاتلون في صفوف القوات الموالية للحكومة عن إحباطهم بعد توقف تقدمهم عندما اقتربوا كثيراً من ميناء المدينة الإستراتيجي.
وأكد مقاتل في صفوف الحكومة، اشترط عدم الكشف عن اسمه: "لدينا قوة بشرية وقوة نارية والمعنويات.. ".
وتساءل: "حتى لو مات 50 ألف شخص (حال استئناف القتال)، وماذا بعد؟".
وأضاف: "عندما نقطع العصب الرئيسي عنهم، سنقضي عليهم إلى الأبد".
وتبدو فرص استمرار الهدنة، التي تم التوصل إليها في ديسمبر الماضي برعاية الأمم المتحدة، ضئيلة بسبب عدد من الخروقات.
تقع الحديدة على البحر الأحمر، ويمر عبر مينائها نحو 70 % من الواردات اليمنية والمساعدات الإنسانية، مما يوفر شريان حياة لملايين من السكان الذين باتوا على حافة المجاعة.
ويؤكد المواطن علي حسن مرزوقي أنه "لا توجد هدنة. عندنا رصاص".
وتم نقل ابنته حياة إلى مستشفى ميداني في قرية الدريهمي الواقعة على الأطراف الجنوبية بعد أن أصابتها رصاصة طائشة في رأسها بينما كانت تجلس في المنزل.
وتسقط قذائف هاون باستمرار على المخيمات قرب الحديدة، والتي يقطن فيها النازحون الذين تعاني غالبيتهم من سوء التغذية.
ويتخوف الكثيرون في المخيم من العودة إلى بيوتهم وأراضيهم الزراعية حتى بعد التهدئة، متهمين المتمردين الحوثيين بزراعة الألغام والعبوات الناسفة، عقاباً لهم على فرارهم إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة المعترف بها دولياً.
دوامة الصراع
وزارت "فرانس برس" الحديدة الأسبوع الماضي في إطار رحلة نظمها التحالف العسكري بقيادة السعودية والإمارات الذي يقاتل المتمردين الحوثيين.
ولوحظ في عدة مستشفيات حول المدينة انخفاض أعداد القتلى منذ دخول الهدنة حيز التنفيذ، ويشعر الصيادون المحليون بأمان أكبر يمكنهم من الخروج إلى البحر، وتمكّن موظفو المنظمات الإغاثية من الوصول إلى مناطق تعاني من الجوع كان من الصعب من قبل الوصول إليها.
ويقول آدم بارون، خبير في شؤون اليمن في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "مع أن اتفاق التهدئة جلب في البداية بعض الأمل والارتياح، في ظل شبح استئناف القتال، خاصة مع سير عملية التهدئة ببطء في أفضل الحالات".
وكان مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن، مارتن جريفيثس، أكد في مقابلة صحافية، الإثنين الماضي، أن الجداول الزمنية لتنفيذ اتفاقات السويد حول الحديدة وتبادل الاسرى، مدّدت بسبب "صعوبات على الأرض".
وذكر سكان في المدينة لوكالة فرانس برس أن الحوثيين يقومون باستغلال التهدئة لتعزيز مواقعهم داخل المدينة مع استقدام حاويات شحن وحفر أنفاق ووضع قناصة داخل أحياء سكنية ذات كثافة سكانية عالية، فيما يعتقد أنه استعدادات لاستئناف القتال.
ويؤكد مايكل نايتس من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى أنه "سيتعين على التحالف والحكومة اليمنية التأقلم مع مناخ دولي لا يرحم حال استؤنفت المعركة".
وطالب نواب أميركيون بمساءلة أكبر للسعودية بسبب حملتها العسكرية في اليمن بعد أن سلط مقتل الصحافي السعودي، جمال خاشقجي، في قنصلية بلاده في إسطنبول الضوء على دور الرياض في النزاع اليمني.
وتعد السيطرة على ميناء الحديدة خطوة هامة قد تغير اللعبة، وتجبر الحوثيين على الخضوع أخيراً.
وتابع "نقوم بكل ما بوسعنا للسيطرة على أعصابنا" بسبب التهدئة، بينما أصر مقاتل آخر على أن الحل الوحيد هو العمل العسكري، وهو شعور يشاركه به الكثيرون.
وأضاف: "عندما نقطع العصب الرئيسي عنهم، سنقضي عليهم إلى الأبد".