لحج المحروسة موطن الأصالة والعراقة والحضارة والخضرة والفن الجميل والوجه الحسن ، حقبة زمنية بالغة الطول ، إمتزج تاريخها ومشوارها مع المدينة الفاضلة (عدن) ،وشكلا معاً ذلك التقارب والتلاحم الأخوي بين ضفتي العطاء المبدع في شتى صنوف وأنماط وأشكال الممارسة الحضارية البديعة في رحاب الفنون والرياضة ، وغيرها من أشكال الممارسة الإنسانية ، حيث شهدت ساحات التنافس الرياضي الشريف إبداعات أجيال متعاقبة من فرسان العطاء الرياضي أمثال : الربيح والمكاوي وبارزيق وخير الله والتمباكو وعباس غلام وبوجي خان والسنح والمبخوت وعبد الله عوض شادي ( بيليه لحج) وعبيدان والبوري ، وطابور طويل من الرياضيين المبدعين في عدن ولحج ، لا يتسع المجال هنا لذكرهم جميعاً.
* ولهذا لم أستغرب أبداً ذلك البروز الواثق والظهور الصريح والباهر لفرسان نادي شرارة لحج في رحاب لعبة كرة اليد حديثة الممارسة نوعاً ما ، والذي يعد من أبرز ورثة إجمالي القران الرياضي اللحجي العريق ، حيث أظهر فرسان يد الشرارة اللحجي إلماما عالي المقام ، واستيعاباً بالغ الدلالة لأصول وفنون لعبة كرة اليد .. وبالمقابل أحسنوا التعامل الواثق، والفعال مع كل مواصفات وتداعيات خفايا هذه اللعبة الجميلة ، وأبدعوا فيها وبامتياز في الاستحواذ الشامل على مفاتيحها ، فحققوا المبتغى والمراد والهدف ، فدانت لهم الصدارة وارتقاء منصة التتويج بفعل عطائهم المبدع والجزيل واستحقوا أن يتوجوا كأبطال من ذهب وبجدارة واستحقاق.
* ولأن الشيء بالشيء يذكر فما زلت أتذكر الحصاد الذهبي لأبطال فريق نادي الحسيني لكرة اليد في فترة زمنية سابقة ومنصرمة .. وإن الإنجاز الذهبي لنادي الشرارة اللحجي ، يعد بمثابة تدشين متجدد لانتفاضة رياضية شاملة تعيد لحج المحروسة إلى سابق أمجادها الزاهية.