> أياد محمد ناشر
إن المتأمل في واقعنا اليوم قد يجد الكثير من أبنائنا لا يعرفون كيفية استغلال أجر وفرصة شهر رمضان المبارك، وبغض النظر على أن هناك فئة قليلة ممن ينتظرون قدوم شهر رمضان بشوق ولهفة وذلك للصيام والقيام وإحياء الذكر بالمساجد وفعل الكثير من الأعمال الصالحة والخيرية، على عكس البعض الذين يرون شهر رمضان مجرد شهر لتطبيق طقوس دينية روتينية عادية لا روح فيها ولا يستشعرون ما فيها من لذة وحلاوة الطاعة.
فالصيام الحقيقي أن تصوم بقلبك وقالبك وجسدك وجوارحك بكل صدق وإخلاص عن طوعية الله، أن يصوم بصرك عن النظر للمحرمات، وأن يصوم سمعك عن سمع لما يغضب الله، وأن يصوم لسانك عن السب والشتم والغيبة والنميمة، وأن يصوم فرجك عن الوقوع بالحرام حتى تصل إلى الغاية التي ترفعك وترتقي بك لتنال الدرجات العليا من الرحمة والرضا والفوز العظيم بجنات النعيم.
فيجب أن يكون صيامنا صياماً صادقاً بشكل حقيقي، صياماً يحدونا إلى الطـاعات، صياماً يجعل بيننا وبين ما حرم الله حاجزاً منيعاً، وأيضاً وهو المهم في الموضوع الذي أريد الوصول إليه، هو أن نحذر من لصوص شهر رمضان ومنها: التلفزيون، فهو لص خطير يفسد صيام الناس وينقصهم الأجر، بما فيه من المفاسد كالمسلسلات والبرامج التافهة والسهرات المملة والروتين المتكرر كل عام.
ثالثاً: المطبخ، وخاصة النساء تقضي وقتاً طويلاً لتحضير أطباق كثيرة لا تكاد تختلف عن بعضها إلا لحظة مرورها بالفم، وقد يلقى الكثير منها في القمامة.
فالبدار البدار، والهمة الهمة، فلا ندع هؤلاء اللصوص يسرقوا منا الأجر في رمضان ويحرموننا الثواب، يجب علينا أن نتراحم فيما بيننا ونتكاتف ونبذل كل الخير بالصدقات ومد يد العون ومساعدة الفقراء والمحتاجين والتماس احتياجاتهم، فهكذا قد وفقنا الله لاستثمار هذا الشهر الكريم فيما يحبه ربنا ويرضاه.