> د. ياسين سعيد نعمان
ظل الحديث عن خطورة المشروع الإيراني على المنطقة، والذي ينفذه الحوثيون في
اليمن، يقابل في معظم من الأحيان بعدم اكتراث وبتجاهل يخفي أزمة مركبة في
فهم طبيعة الصراع الذي تقوده إيران ووكلائها في المنطقة على امتدادها
العربي الواسع.
ما لا يشفع لأصحاب هذا الموقف المشوب بتجاهل حقيقة هذا
المشروع المؤدي هو أنهم يرونه حاضراً بوضوح في العراق وسوريا واليمن ولبنان
والبحرين، ويرونه يتسلل بأشكال مختلفة إلى كل البلاد العربية بأردية
طائفية خبيثة المحتوى، ولا يجدون حرجاً من سحب المشكلة من إطارها الحقيقي
إلى متاهات جانبية، أو التقليل من خطورة هذا النوع من الوكلاء الذين تم
تجهيزهم وإعدادهم بكافة الطرق والوسائل للدفاع عن مشروع يقدمون بلدانهم
ضحية له.
منذ
اليوم الأول الذي أعلنوا فيه انقلابهم على التوافق السياسي لبناء الدولة
اليمنية كانوا قد وضعوا اليمن في خندق هذا المشروع الموجه ضد أمن المنطقة،
وعرضوا اليمن بذلك لكل هذه الآلام ولكل هذا الدمار، ولا يزالون بطيشهم
ينفذون مخططات النظام الإيراني برفض العودة عن إغراق اليمن في المزيد من
الدمار عبر القيام بأعمال صبيانية بالوكالة، لا تعني سوى الإصرار على
استمرار الحرب وفقاً لحاجة نظام إيران الذي تحاصره المشاكل من كل جانب،
ويرى في هذه الحرب إحدى فرص التسوية لإنقاذ نفسه.