> جهاد عوض
مأساة أن تصل الأمور والأوضاع في البلد إلى هذه الدرجة والحالة المزرية من التسيب والإهمال وعدم المبالاة بحياة ومعاناة الناس.. ومن هم؟ إنهم هؤلاء الرجال والشباب الجرحى من أبطال المقاومة والجيش الوطني، الذين امتلأت وفاضت قلوبهم بمشاعر الحب والولاء والانتماء الوطني.. الذين انطلقوا ولبوا نداء الواجب المقدس، مقدمين أرواحهم ودماءهم فرادى وجماعات للدفاع عن الوطن والكرامة والدين ضد الجماعة الحوثية ومن والاها من أصحاب الفكر المشوه والدخيل على نسيجنا الاجتماعي، وإجماعنا الوطني.
ظل هؤلاء المخلصون يصارعون الآلام ويعانون أشد المعاناة من جراحهم وإصاباتهم أشهراً عديدة، وهم يتابعون ويتلقون من القادة والمسؤولين الوعود تلو الوعود المخملية التي زادتهم جرحاً وألماً نفسياً فوق جراحهم التي تتفاقم وتتدهور يوماً عن يوم، حتى إن البعض منهم توفي لعدم سرعة علاجه وإسعافه في الوقت المناسب، مما جعل البعض يحزم أمره بعد ما تنكر له وخذله قادته وولاة أمره، وبعد ما أوصدت كل الأبواب أمامه، معتمداً على نفسه بائعاً ما رخص وغلا ثمنه، لإنقاذ حياته من موت محقق ينتظره. والغريب والأمر المدهش، أنك تجد من يسافر بدلاً منه من هم أولى بالقربى والمعروف من أصحاب الجاه والسلطان في رحلات نقاهة وسياحة منتظمة.
لا يمكن لنا أن نرد الجميل والعرفان للجرحى بهذه التعامل والأفعال غير الحضارية، فمن حقهم أن يرتقي سلوكنا وتعاملنا اليومي معهم، بصورة أكثر إنسانية وآدمية، وأن ينالوا ويحصلوا على حقوقهم من الرعاية والاهتمام والتقدير والاحترام، على كل ما قدموه وبذلوه من تضحية، والشهادة في سبيل الدفاع عن الوطن وترابه وضمان وصول حقوقهم المادية كاملة ودون نقصان واعتماد ترقيات ورواتب لمن لا يستلم منهم ذلك من قبل.