* اشتبك الفُرقاء واحتربوا.. شيءٌ ما حدث في "الجلاء" أوجد كل هذه الكُتلة من النار، وكنا قبلها نحلم بالسلام قبل أن نستيقظ على خميسٍ دامٍ، مزّق في أحشائنا براءة الحلم ووضاءته!
* أولئك القوم يرقبوننا على المنصّات.. يتهيّبون من هذا الانبراء.. ونحن لا نرقُب أحدا، ولا نتربص بمخلوق..!
* انتفض الجنوب.. وجاءت الجدة "سبولة" من القرية في رحلة البحث عن وطن.. لا شيء غير عُكّازها كان يصلُّ كالسيف ويسلب الحِس.. كذا أشعل دم "الشهيد" المواجيد في نفوس الأحرار شُبّاناً وشيبة!
* يا خور مكسر.. كم جرح.. كم أنّة.. كم دموع..؟
* هذه "جَــــدّة" تشبه بحرنا.. تلملم الفُرقاء.. وأيم الله أنها ترغب في شبك أصابعهم ووضع الكفوف في الكفوف .. هي أيضاً تلين بين أيديهم ليطلقوا "بسمة الوفاق".. وقد جاء الحليف من الجنوب، الصاحب الذي بزغ نجمه رغم الحُجُب الكثيفة التي صنعها جريفثيس بمباركة الشرعية الضعيفة!
كان الرجل يظن أن الجنوب يلعب "النرد"، وما درى أنه وطنٌ ودولة!
* هــل كان حُجّة على المعارضة الجنوبية أن منحتم شخصيات منهم محافظين ثم تربّصتم بهم الدوائر، لأنهم أخفقوا كما زعمتم في وظيفتهم أم هي نظرية المؤامرة.. وهل نجحتِ أنتِ يا شرعية في وظيفتك طيلة خمس سنوات مضت؟!
* وكان يستطيع عبد ربه منصور أن يجتذب الكيان الجنوبي القوي الذي اسمه "المجلس الانتقالي" الى صفِّه ويصلح الشَرخ.. لولا أنه أصغى إلى مستشاريه الذين غطّوا على سمعه وبصره!
ومع ذلك مازلنا نحلُم بــ "بسمة الوفاق"!
* صباح الخير يا عدن.. كم لُذنا بجنابك.. نسير ونسير في طُرقك المعبّدة بالحُب وقلوبنا نشوى بصوت الموج، ومزاج أطفال الهوى الذين يملأون حوافي المدينة وأزقتها صخباً ولعباً!
ما أعددنا لهم صاروخاً، ولا خبّأنا لهم شرّا، لأننا ندرك أخلاق الحرب، ونعرف كيف نلوي للمبارزة عند خطوط التماس وليس من وراء جُدُر!
* ضربت العجوز بعصاها أرض الساحة وشمخت برأسها، وعيون الخَلق تتلقفها، ومضت بين الجموع تبحث عن وطن، وكأن عصاها تقول: "هــــو ذا"!
مَنْ أحال وجهك الصبيح يا أمَلي إلى صورة مليئة بالثقوب والشقوق.. وأنت القمر الذي يغفو على رشَاش الموج كلّما صكَّ وجه صخرة وأوسعهُ قُبَلاً!
* أما المبعوث الدولي فقد قال: "أنا محبط الآن".. ولو أنه حَكَمَ وعدَل لما صار إلى هذا الإحباط الذي يحاصره من رأس عيسى إلى رأس عمران!
*يا شرعية وقد رحلتِ.. لِمَ استنكفتِ من الشراكة مع "الجنوب" خلال الأربع السنوات الماضية، ولم تَعْمد لرأب الصدع في العلاقة بينكما؟
* الآن في غمرة الحدث يبدو أن "السعودية" الحليف المشترك لكلا الفريقين وكلا الاثنين يخطب ودّها.. لكن بدأ أن الجنوب اقتنص اللحظة وأفاق، عندما اشتعلت جبهة الضالع إلى أعماق إبْ بينما رقدت نهم وصرواح في حضن الشرعية "المفندقة"!
ومع ذلك مازلنا نحلُم بــ "بسمة الوفاق"!