> برلين «الأيام» Mathieu FOULKES:
يوجه نواب ووسائل إعلام أصابع الاتهام إلى موسكو بالمسؤولية عن مقتل مواطن جورجي في ألمانيا سبق وأن شارك في حرب الشيشان، في ما يمكن أن يتحول الى أزمة دبلوماسية.
ونفى الكرملين مرات عدة، آخرها خلال الأسبوع الجاري، أي تورط في اغتيال الجورجي.
وخانغوشفيلي شارك في القتال في صفوف المتمردين الشيشان في الحرب الثانية ضد روسيا، قبل أن يلتحق بوحدة لمكافحة الإرهاب في وزارة الداخلية الجورجية. لكنه أبقى على علاقاته مع الأوساط الإسلامية التي كان قريبا منها.
وقد أوقف مشتبه به على الفور، وكان قد ألقى دراجته الهوائية في نهر وكذلك حقيبة ممتلئة بالحجارة.
وأوضحت المجلة الألمانية وموقع "بيلينغكات" فإن الرجل يدعى فاديم اندريفيتش سوكولوف وهو روسي في التاسعة والأربعين من العمر من مواليد سيبيريا. وقد اتهم "بالقتل" وأوقف قيد التحقيق.
لكن في سجل جوازات السفر الوطنية الروسية، ليس هناك من شخص يحمل هذا الاسم. كما ليست هناك في قاعدة بيانات جوازات السفر الروسية أو رخص القيادة أي معطيات تتطابق مع هذه المعلومات.
وورد اسم هذا الجهاز في التحقيق في تسميم العميل المزدوج السابق الروسي سيرغي سكريبال في جنوب غرب انكلترا في مارس 2018، في هجوم اتهمت لندن موسكو بالوقوف وراءه. لكن روسيا تنفي ذلك.
تحدثت المجلة والموقعان الالكترونيان أيضا عن فرضية تورط الرئيس الشيشاني رمضان قديروف القريب من فلاديمير بوتين وحتى عن "اسلاميين شيشان" ربما "عملوا بدافع الانتقام في إطار نزاعات مرتبطة بالجريمة المنظمة".
وصرح مصدر في الاستخبارات للمجلة الألمانية نفسها أنه واثق "مئة في المئة" من أن روسيا متورطة بشكل أو بآخر. وتحدث مصدر أمني آخر عن "قضية سكريبال ثانية".
ويثير هذا الحذر استياء نواب ألمان، بمن فيهم أعضاء في الاتحاد الديموقراطي المسيحي حزب المستشارة أنغيلا ميركل.
وأضاف أنه "إذا تبين أن هذا صحيح، فسيطرح سؤال عن من يحرك الخيوط في موسكو".
وسينظم الشيشان تجمعا الأربعاء المقبل أمام مقر المستشارية الألمانية في برلين.
أ.ف.ب
ونشرت مجلة دير شبيغل الأسبوعية في عددها السبت، وموقعا الصحافة الاستقصائية "بيلينغكات" و"ذي اينسايدر" تحقيقا يتحدث عن احتمال تورط أجهزة الاستخبارات الروسية أو نظام الرئيس الشيشاني رمضان قديروف في هذه الجريمة.
وكان جورجي ينتمي إلى الأقلية الشيشانية في بلده، يبلغ من العمر أربعين عاما واسمه سليم خان خانغوشفيلي، قتل في وضح النهار في 23 أغسطس بثلاث رصاصات أطلقت بسلاح مزود بكاتم للصوت في حديقة ببرلين. وتحدث شهود عيان عن عملية "إعدام" حقيقية.
وبعد أن تعرض لمحاولات اغتيال عدة هاجر في السنوات الأخيرة إلى ألمانيا.- معلومات مقلقة -
وعثر المحققون أيضا على شعر مستعار. والمشتبه به كان قد وصل إلى ألمانيا قبل فترة وجيزة وبحوزته بطاقة سفر للعودة إلى موسكو في اليوم التالي للجريمة، كما ذكرت مجلة دير شبيغل. وعثر المحققون على مبلغ كبير من المال في شقته.
وأضافت المصادر نفسها أنه دخل المانيا بعد توقف سريع في فرنسا حيث قدم طلب تأشيرة دخول.
والنقطة الأخرى المثيرة للقلق، حسب وسائل الإعلام الثلاث، هي أن رقم جواز سفر المشتبه به يقود إلى وحدة في وزارة الداخلية الروسية في موسكو كانت قد أصدرت وثائق في الماضي لجهاز الاستخبارات العسكرية.
وأكدت وسائل الإعلام الثلاث أن تورط روسيا "سيناريو ممكن".- "بصمات روسية" -
لكن بالنسبة لأقرباء الرجل، لا شك في تورط روسيا، حسب ما ذكرت الصحف الألمانية. وقالت "دير شبيغل" أن زوجته السابقة التي ما زالت تعيش في ألمانيا تؤكد أن عملية القتل هذه تحمل "بصمات روسية".
وردا على سؤال لوكالة فرانس برس، أكدت الحكومة الألمانية أن الجورجي "كان معروفا من سلطات الأمن الألمانية".
ونقلت صحيفة "بيلد" عن النائب عن الاتحاد الديموقراطي المسيحي باتريك سينسبورغ الخبير في القضايا الأمنية "هناك مؤشرات إلى أن مرتكب الجريمة لديه صلات مع الاستخبارات الروسية".
ويطالب نواب مدافعون عن البيئة بأن تطلع الحكومة مجلس النواب (البوندستاغ) على التفاصيل.
أ.ف.ب