> عادل المدوري
يجب ألا نقف موقف المتفرج على ما يحدث في مديريتي دار سعد والشيخ عثمان، وبعض الأحياء العشوائية بمحافظة عدن، فتلك المديريات والأحياء تفتقر إلى أبسط معايير الأمن والنظام والتخطيط عموماً، الأمر الذي يستدعي التحرك سريعاً لإعداد خطة أمنية وتنموية، بمشاركة أمن عدن، وقوى الأمن الجنوبية والسلطة المحلية بالمحافظة والإدارات الفرعية بالمديريات، لبسط الأمن والسيطرة الحديدية، ووضع حلول عاجلة للأحياء والشوارع والعشوائيات والمظاهر المسلحة وأعمال التقطع والسلب والنهب، والعمل من أجل انتشال هذه الأحياء من واقع الفوضى والعشوائية، إلى البعد التنموي الحديث الذي ناضل من أجله كل أبناء عدن والجنوب.
إن ما نلاحظه اليوم من وجود لعصابات إجرامية وإرهابية، في الأحياء العشوائية في دار سعد والشيخ عثمان، لا يتناسب مع سمعة ومكانة مدينة عدن الحضارية، ولا يقتصر الأمر على دور قوى الأمن الجنوبية والسلطة المحلية فحسب، بل يتطلب الأمر مشاركة سكان الأحياء وعقال الحارات في صناعة حلول مستدامة، وأي معالجات لم يشارك فيها أبناء الأحياء لن تنجح، حيث إن معظم تلك العناصر الإرهابية النشطة ليست من سكان تلك الأحياء، هم غرباء أجانب، جلبهم حزب الإصلاح من المناطق الشمالية على أنهم نازحون وجندهم في معسكرات الشرعية ورتبت أوضاعهم حكومة الشرعية دعمتهم بالسلاح والمال لتنفيذ مخططاتهم التآمرية على عدن ومحافظات الجنوب.
وضع الأحياء العشوائية في مديريتي دار سعد والشيخ عثمان وغيرها من مناطق ومدن الجنوب، بحاجة إلى معالجات جذرية وعاجلة؛ لان أوضاعها مزرية ومزعجة وخطيرة، ولا بد من إعداد خطة جنوبية عليا، بالتنسيق مع قيادة التحالف العربي لإعتمادها ودعمها، والأهم هو البدء بالقضاء على العناصر الإرهابية، وبسط الأمن والإستقرار، ثم الانتقال إلى إزالة العشوائيات من بسطات وخيام في الشوارع والطرقات والباعة على الأرصفة المخالفين للقوانين، وفتح الشوارع المغلقة لدخول السيارات ودوريات الأمن، وتنفيذ حملات نظافة مع إصلاح منظومة الصرف الصحي والبيارات وإنارة الشوارع ونشر دوريات الأمن على الدوام، أعمال وإجراءات وقائية بسيطة ولا تكلف الكثير، لكنها بمثابة سياجات أمنية، كفيلة بوضع حد أمام تلك العناصر الخفاشية المارقة التي تنشط في الظلام والعشوائية.