> تقرير/ وئام نجيب
█ نزحت من الحديدة إلى عدن..

ووفقاً للأم، فلم يدم عيشها وأسرتها المكونة من زوجها وأربعة من الأبناء طويلاً في العُشة، إذ سرعان ما تم إخراجهم منها، فأصبحوا على إثرها مشردين في الشوارع قبل أن يقوم أحد المواطنين بدلهم على منزل مهجور بالقرب من المقبرة للسكن فيه، وهو بيت يحتوي على غرفة واحدة وصالة خصص جزء منها كمطبخ، هو الآخر أوشك على السقوط نتيجة لتعرضه لأضرار كبيرة أثناء الحرب التي دارت بين المقاومة الجنوبية وقوات الحوثي المسنودة بقوات الهالك علي عبد الله صالح في أواخر شهر مارس من عام 2015م وانتهت بانتصار ساحق لأبناء المدينة والمقاومة الجنوبية.

█ وضع صعب
تقول أم رحيل في حديثها لـ "الأيام": "نصعد إلى هذا البيت بواسطة سُلّم خشبي ينذر بالسقوط في أي لحظة بسبب قدمه،


وتابعت قائلة: "صحيح كنا نعيش في قريتنا في ظل ظروف مادية صعبة لا يعلمها إلا الله وحده، ولكننا كنا مرتاحين في منزلنا وإن كان بسيطاً وتقليدياً، فما وصلنا إليه اليوم جعلنا نتمنى الموت في كثير من الأوقات، والمؤسف أننا لم نلقَ حتى اللحظة أي دعم أو اهتمام من قِبل الجهات المسئولة في الحكومة أو أي من المنظمات الدولية والمحلية المعنية بشأن النازحين".

█ غياب دور المنظمات
وناشدت أم رحيل، في ختام حديثها لـ "الأيام"، الجهات المسئولة بضرورة تخصيص معونات مالية شهرية أو مواد غذائية ومستلزمات أساسية لتتمكن من العيش الكريم هي وأفراد أسرتها التي ذاقت - وما تزال - منذ نزوحها من منطقة الجراحي إلى مدينة عدن ألواناً من المعاناة.
ووصلت خلال السنين الماضية العشرات من الأسر النازحة من محافظة الحديدة ومحافظات شمالية أخرى إلى عدد من مناطق مديريات العاصمة عدن؛ هاربة من جحيم الحرب التي أشعلتها قوات الحوثي الانقلابية، غير أن هذه الأسر لم تلقَ أي اهتمام من قِبل المنظمات المحلية والعربية والدولية أو الجهات المسئولة، الأمر الذي أجبر العديد من النازحين رجالاً ونساءً بالخروج إلى شوارع المدينة لمد اليد طلباً للعون والمساعدة.
تسببت الحرب التي تشهدها محافظة الحديدة كغيرها من محافظات البلاد الواقعة تحت سيطرة قوات الحوثي الانقلابية؛ بتشريد آلاف الأسر من بيوتها بهذه المحافظة إلى مدن ومناطق أخرى للنجاة بأرواحها، وبحثاً عن الأمن والاستقرار، غير أن الكثير منها وجدت أماكن للنزوح هي الأخرى مشحونة بالمعاناة المستمرة، وكمن يستجير من الرمضاء بالنار.
أم رحيل وزوجها واحدة من الأسر التي دفعت بهم الحرب إلى مغادرة منزلهم الواقع في مديرية الجراحي بالحديدة إلى العاصمة عدن بحثاً عن حياة مستقرة إلا أنها سرعان ما اصطدمت بواقع مرير نالت من خلاله العديد من المنغصات والمصاعب منذ الوهلة الأولى من الوصول إلى مدينة عدن، إذ أُجبرت أم رحيل في البدء على السكن في عُشة مبنية من الكراتين مسقوفة بطربال في مقبرة القطيع بمديرية صيرة (كريتر) بسبب الظروف المادية الصعبة التي لم تُمكّنها وأسرتها من استئجار منزل بالمدينة التي تشهد ارتفاعاً جنونياً في إيجارات المساكن، والتي باتت تفوق القدرات المالية لدى الغالبية العظمى من الموظفين.

- رب الأسرة طريح الفراش ولا مصدر دخل له

- تسكن في بيت على وشك السقوط
█ وضع صعب
تقول أم رحيل في حديثها لـ "الأيام": "نصعد إلى هذا البيت بواسطة سُلّم خشبي ينذر بالسقوط في أي لحظة بسبب قدمه،
كما أن البيت غير مؤهل وآيل للانهيار كذلك؛ نتيجة لتعرضه لأضرار عدة أثناء حرب 2015م، ولذات السبب تركه مالكوه".

مظهر المنزل من الخارج
وتضيف: "على الرغم من وضعه الحالي إلا أننا اضطررنا للسكن فيه، لكونه خيارنا الوحيد، وفيه نعيش حياة صعبة للغاية وليس لدينا أي دخل ثابت، فزوجي مريض وطريح الفراش لا يقوى على الحركة، ولا نعلم ما الذي أصابه حتى الآن لعدم مقدرتنا على فحصه، وابنتي هي الأخرى لم تعرف مذاق الحليب منذ ولادتها؛ بل لم نتمكن من توفير حفاضات لها، أما المواد الغذائية فيتم شراء جزء من الأساسيات منها كالأرز والسكر من خلال المبلغ المالي الذي نتحصل عليه بشكل شهري من قِبل فاعل خير، وحالياً نعتمد على وجبة واحدة في اليوم يتم طباختها في العادة بواسطة الحطب، وفي المقابل لم أستطع العمل في أي منزل لتحسين وضعنا المعيشي بسبب المرض الذي يُعاني منه زوجي ولعدم وجود أي أحد غيري للاعتناء به وبأطفالي الذين لم يتجاوز عمر الصغيرة بينهم تسعة أشهر، كما أن هذه الظروف الصعبة لم تمكنا أيضاً من تسجيلهم في المدارس، بل إنه في حال تعرض أحدهم لمرض لا أستطيع الذهاب به إلى أي مرفق صحي وأحاول الاعتناء به بنفسي، وما زاد مؤخراً من أوضاعنا المعيشية صعوبة وفاقمها هو الغلاء الجنوني الذي طال جميع المواد الغذائية والاستهلاكية وغيرها وعصف بحياة كل أفراد المجتمع، لاسيما من فقدوا معيلهم في هذه الحرب التي خلفت الكثير من الثكلى والأيتام والأرامل، والذين بات العديد منهم يشعر بالعجز التام في توفير ولو جزء بسيط من متطلبات المعيشة الضرورية".

مدخل المنزل

المطبخ
█ غياب دور المنظمات
وناشدت أم رحيل، في ختام حديثها لـ "الأيام"، الجهات المسئولة بضرورة تخصيص معونات مالية شهرية أو مواد غذائية ومستلزمات أساسية لتتمكن من العيش الكريم هي وأفراد أسرتها التي ذاقت - وما تزال - منذ نزوحها من منطقة الجراحي إلى مدينة عدن ألواناً من المعاناة.
ووصلت خلال السنين الماضية العشرات من الأسر النازحة من محافظة الحديدة ومحافظات شمالية أخرى إلى عدد من مناطق مديريات العاصمة عدن؛ هاربة من جحيم الحرب التي أشعلتها قوات الحوثي الانقلابية، غير أن هذه الأسر لم تلقَ أي اهتمام من قِبل المنظمات المحلية والعربية والدولية أو الجهات المسئولة، الأمر الذي أجبر العديد من النازحين رجالاً ونساءً بالخروج إلى شوارع المدينة لمد اليد طلباً للعون والمساعدة.