> عدن / دبي «الأيام» محمد الغباري وعزيز اليعقوبي
عندما أكد الأطباء أن صالح، المسؤول في ميناء الشحر، أصبح أول يمني تتأكد إصابته بمرض (كوفيد- 19)، سارعت السلطات بتتبع تنقلاته في محاولة لحماية أحد أكثر دول العالم عرضة للخطر من تفشي الوباء.
وبعد قرابة ثلاثة أسابيع، ما زال الأمر لغزاً ولا يعرفون ما إذا كانت أول حالة إصابة مؤكدة مختبرياً في اليمن هي بالفعل لفرد يمثل أصل ما يمكن أن يكون تفشيا مدمراً بشكل غير عادي.
فاليمن يقف عاجزا بسبب فقره في معركته مع فيروس كورونا، كما أنه منقسم إلى مراكز قوى متنافسة وبنيته التحتية الطبية منهارة بسبب الحرب وتعتبره الأمم المتحدة يشهد أسوأ أزمة إنسانية في العالم.
لكن من المستحيل تحديد من يسمى بــ "المريض صفر" وهي خطوة مهمة في تتبع وتعقب كل أولئك الذين يحتمل تعرضهم للعدوى واحتواء تفشي المرض.
وجرى فحص صالح، الذي وصفت حالته بالمستقرة، مع أنه مدخن شره ويعاني من مشاكل في القلب، في السابع من أبريل في منشأة طبية بميناء الشحر، بعد ظهور أعراض. وفي العاشر من أبريل جرى فحصه مجددا، وجاءت النتيجة إيجابية في المرتين.
وقال علي الوليدي لرويترز: "كل المخالطين عن قرب وضعوا تحت الملاحظة وظهرت أعراض على بعضهم لكن الفحوص أثبتت أن حالاتهم سلبية"، موضحا أن سعالهم وارتفاع حرارتهم كان بسبب إنفلونزا عادية.
وخلُصت السلطات إلى أنها لم تستطع تحديد ما إذا كان صالح، الذي تم حجب اسمه بالكامل لأسباب تتعلق بالخصوصية، هو أول ناشر للعدوى في اليمن لأن قدرتها على إجراء الفحوص غير كافية.
ويقول الممرض مجدي باقحوم إنه وزميله سالم باحسن كُلفا بنقل الحالة المصابة بفيروس كورونا من غرفة العناية في مجمع تيسير الطبي إلى غرفة عزل مؤقته جُهزت له في مستشفى الشحر الحكومي وإنهما جلسا مع المصاب قرابة ساعة ونصف الساعة داخل الإسعاف "مرت علينا وكأنها سنة ونصف". وكانا في غاية القلق لأن هذه أول مرة يتعاملان فيها مع مريض بـ (كوفيد- 19).
مستمرون في البحث
تقول منظمات إغاثة إنها تخشى حدوث كارثة إذا تفشى الفيروس بين السكان الذين يعانون سوء التغذية، وحيث تنتشر أمراض مثل الكوليرا. ويعتمد نحو 80 في المئة من السكان أو 24 مليون شخص على المساعدات الإنسانية.
وقال موساني إن اليمن لديه (570) وحدة عناية فائقة و17 ألف سرير في جميع أنحاء البلاد، نصفها مشغول بالفعل.
وهناك أدلة على كيفية إصابة صالح بعدوى المرض.
ورجح محافظ حضرموت فرج البحسني، أن يكون المصاب قد تعرض للعدوى عن طريق النشاط البحري.
وقال البحسني لوسائل إعلام محلية: "يقول المسؤولون في اليمن إنهم لم يتمكنوا من تحديد كيفية انتقال العدوى إلى الرجل وإنهم مستمرون في البحث لمعرفة أسباب انتقالها".
وأعلن التحالف هدنة من جانب واحد على صعيد اليمن بسبب الوباء لكن الحوثيين، الذين يسيطرون على معظم المراكز الحضرية الكبرى، لم يقبلوها والعنف مستمر.
وقال مصدران مطلعان على الموضوع لرويترز إن هناك حالة مؤكدة واحدة على الأقل في العاصمة صنعاء. لكن وزارة الصحة التي يسيطر عليها الحوثيون نفت ذلك وقالت إن نتائج فحص جميع الحالات المشتبه فيها جاءت سلبية.
رويترز