لم يعدْ هناك من خيارٍ في الجنوب غيرُ فرضِ الأمر الواقع بأي صيغةٍ تعبّرُ عن تطلعات شعب الجنوب ومشروعه الوطني واستحقاقاته السياسية.. خيارُ الإدارةِ الذاتية آتى أُكُله وأثبتَ أن الشرعيةَ اليمنية لا تؤمنُ بالشراكة ولا تريد للكيان الجنوبي إلا الفناءَ والخروج من المشهد، ولو بإعادة الغزو والاحتلال مرات ومرات.. الانتقالي -رغم أخطائه- أوجد للجنوب والجنوبيين واقعاً سياسياً وعسكرياً لن تستطيعَ أية قوةٍ محلية أو إقليمية أن تتجاوزَه أو تقفزَ عليه، ورسم -أي الانتقالي- للجنوب القضية والجنوبي الإنسان مستقبلاً سياسياً كفيلاً بإبقاء "القضية والإنسان" قوةً حاضرةً في واجهة أي فعل سياسي أو تسويات وتغييرات جيوسياسية تمسُّ المنطقةَ والإقليم بكامله.. الانتقالي -مع كل سلبياته- بات الحصنَ المنيع والصخرة التي تتكسرُ عليها مشاريعُ الضم والإلحاق والتبعيّة؛ لهذا تستميتُ الشرعيةُ اليمنية، ومراكزُ القوى الإخوانية داخلها، في شيطنة الانتقالي؛ استهدافاً للمشروع الذي يحمله لا لشخصياته ولا لارتباطاته الخارجية..
الانتقالي واستحقاقات الحكم الذاتي
- 24,025 مشاهدة