> أماني سعد
التفكير والكتابة عن الأحلام والطموح واعتلاء النجاح قد تكون فكرة صائبة، لكن التفكير في النجاح بالبقاء على قيد الحياة هي الفكرة الأصوب. قد نكون من أسوأ البلدان حظا في هذا العالم لكن لسنا الأسوأ قدرا بالتأكيد.
فحينما نجتاز الموت نصل لذروة النجاح وكأنما البقاء على قيد الحياة نجاح لم يتذوقه أحد على الأرض .
وطني أشد شحذا من السيف مقارنة بالجوار وما خلفها - فما من وطنٍ يجسر على الاشتعال في بيئة لا تساعد على الاشتعال، لا يفعلها إلا نحن أصحاب المعجزات - كأنما سمكة صغيرة تقف في وجه ضربات حيتان عملاقة تحاول الموت بأقل الخسائر.
لسنا أقل حيوية ونشاطا من الرياضيين، ولا أقل مهارة وشغفا من هواةِ الشواهق.
وأنا -الهاوية للكتابة- حاولتُ اعتبار المجيء الحذر ببضع كلمات صادقات، وما تبقى من اشتباه بين الحقيقة والسراب.
اذاً نحن عظماء بالنسبة للعالم، ما دمنا نفكر دائماً في النجاح بالبقاء على قيد الحياة.
نحن نملك كل الفرص السانحة، فكوننا إنسان فرصة عظمى تكفي لنكون الأفضل بين العالم ونمتلك إرادة ودافعا جديرين بالتفوق من القمم الصلبة، لكن شيئا ما كمجال مغناطيسي يشدنا بشكل جنوني للخلف ويخسرنا الأمل كلما حاولنا الصعود بهمة.
لن نبتئس لأجل تلك القوة الإلهية وسجدة الملائكة من أجل صراعنا للبقاء، واجتزنا الموت أكثر من مرات. سوف نجترئ ونقارن أنفسنا بعظماء العالم لأننا نستحق المقارنة.
اعصرونا لعلكم تجدون زمزماً أو ملحاً، فكلاهما ينفع، فلسنا أقل فِكراً من صناع السيارات فائقة السرعة، ولا أقل أنسنة من المترفين بالذوق الرفيع والألوان المشرقة.
أما الوطن فهو وليمةُ نجوم التهمت ضوأها لتخفي كمال أنوثتها كنوع من الحفاظ علينا. نتوهج من الداخل موتَةً أخرى؛ لعلنا نتعلم كيف نتوهج بما يليق بـانطفائه، فأنتَ في أعيننا "جار الشهب وعلامات النصر". مهما طال نباح الكلاب على عضوكَ المبتور .
لاعتيادي على الصهيل بأخيلتي الوهمية بعيدا، خاصة وقتما يعترض أذنَّي دوي قذائفهم المتبادلة، فأرى أشلاءهم ألوانا تزين السماء كما لو كانت ليلة تحتفل بمناسبة وطنية. كل تلك التراكمات البائسة: "حفلُ مشنقةٍ للأحلام والدماءُ زينة".