> «الأيام» غرفة الأخبار
حذرت وكالة ناسا الفضائية من تفشٍ واسع للكوليرا في اليمن بسبب هطول الأمطار الغزيرة والفيضانات التي ضربت عدداً من المدن في أجزاء واسعة من البلاد.
ويتضمن النظام المستخدم في أنشاء الخريطة بيانات هطول الأمطار الصادرة عن وكالة ناسا، وبيانات درجة حرارة الهواء من منتج إعادة تحليل (MERRA-2) التابع لناسا، وبيانات السكان.
وفي العام 2017 شهدت اليمن واحدة من أسوأ حالات تفشي الكوليرا المسجلة بعد هطول أمطار غزيرة وفيضانات وحركة جماعية للسكان بسبب الاضطرابات المدنية.
والكوليرا هي عدوى بكتيرية تنقلها المياه، ويمكن أن تنتشر بسرعة بين السكان.
وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق استهلاك الماء أو الطعام الملوث ببكتيريا الكوليرا، التي تسبب الإسهال الذي لا يمكن السيطرة عليه، وإذا ترك دون علاج يمكن أن يؤدي إلى الجفاف أو الوفاة.
وحصل نظام "نمذجة الكوليرا" على أول اختبار حقيقي له بالعالم في عام 2017 بقيادة عالم الهيدرولوجيا أنتار جوتلا من جامعة فلوريدا.
ووضع العلماء توقعاتهم على انفراد في حينها، لكنهم لم يتمكنوا من مشاركتها مع المسؤولين اليمنيين.
وعقب هذا التوقع الناجح، اشترك جوتلا وزملاؤه مع (يونيسف) ووزارة التنمية الدولية في المملكة المتحدة في تبادل التقارير الأسبوعية عن تفشي المرض المحتمل في اليمن من أجل توجيه إيصال موارد الوقاية والإغاثة.
وبالنسبة لليمن، لاحظ الفريق أن إذا لم يتم تحسين أنظمة الصرف الصحي للمياه، فقد يرتفع عدد الحالات لدرجة أن الكوليرا قد تحدث موسمياً لسنوات.
ونشرت الوكالة على موقعها الإلكتروني أواخر الأسبوع الماضي خريطة لسير تفشي الوباء المتوقع في اليمن خلال الفترة من 10 أغسطس إلى 6 سبتمبر 2020 باستخدام نظام "نمذجة الكوليرا".
ويستعين فريق من الباحثين الممول من وكالة ناسا بيانات الأقمار الصناعية والأرض للتنبؤ بخطر الإصابة بالكوليرا في اليمن ودول أخرى.
ويرى عدد قليل من العلماء أن تفشي الكوليرا قادماً، وهم يعملون الآن للتأكد من أن الناس مستعدون لتفشي الكوليرا مستقبلاً في اليمن وحول العالم.
وينتقل المرض في المقام الأول عن طريق استهلاك الماء أو الطعام الملوث ببكتيريا الكوليرا، التي تسبب الإسهال الذي لا يمكن السيطرة عليه، وإذا ترك دون علاج يمكن أن يؤدي إلى الجفاف أو الوفاة.
وتوقع الباحثون أن يقتصر تفشي المرض على عدد قليل من النقاط الساخنة في اليمن، ما لم يكن هناك نزوح كبير للسكان.
وبملاحظة الأمطار الغزيرة ودرجات الحرارة الدافئة توقع جوتلا وزملاؤه أن تفشي الكوليرا يمكن أن يحدث باليمن في ذلك الصيف. ومع ذلك كانت لدى الفريق مخاوف بشأن دقة النموذج بسبب تعذر الحصول على بيانات صحية موثوقة من الدولة التي مزقتها الحرب.
وشرع اليمن في تفشي الكوليرا المدمر في يونيو. وحقق نموذج العالم جوتلا على دقة 92 % في التنبؤ بالمناطق التي ظهرت فيها الكوليرا في ذلك العام، حتى أنه حدد تفشي المرض في المناطق الداخلية التي لا تكون عادة عرضة للإصابة بالمرض.
وقال جون هاينز مدير برنامج في (برامج علوم الأرض التطبيقية التابع لوكالة ناسا)، والذي يمول جوتلا: "كان تفشي الكوليرا العام 2017 نادر الحدوث في اليمن، لكن النموذج كان قادراً على التنبؤ به". "لقد كان إنجازاً كبيراً حقاً لمعرفة أنه يمكن نقل النموذج إلى أجزاء مختلفة من العالم ولا يزال يعمل بشكل جيد".
إن فكرة إمكانية تتبع فاشيات الكوليرا جزئياً من خلال النظر إلى ظروف بيئية معينة هي فكرة جديدة نسبياً. في الستينيات من القرن الماضي توصلت عالمة الأحياء بجامعة ماريلاند ريتا كولويل إلى اكتشاف أن بكتيريا ضمة الكوليرا يمكن أن تعيش في أحشاء حيوانات مائية مجهرية تسمى مجدافيات الأرجل. أظهرت المزيد من التحقيقات أن مجدافيات الأرجل الحاملة للأمراض يمكن أن تكمن في المحيط الساحلي لشهور إلى سنوات. وأظهر بحثاً آخر أن عند ظهور الظروف البيئية المناسبة يمكن أن تظهر ضمة الكوليرا في إمدادات المياه وتنشر المرض إلى الناس. لكن في ذلك الوقت لم يعرف الباحثون أي العوامل البيئية دفعت مجدافيات الأرجل الحاملة للبكتيريا إلى إمدادات المياه.
ولم يتعاف اليمن تماماً من تفشي الكوليرا في العام 2017، وسمحت أنظمة الصرف الصحي السيئة للبكتيريا بالاستمرار في مياه الشرب وفقاً لتقارير طبية. وهناك المزيد من حالات الإصابة بالكوليرا الآن، لا سيما في المناطق الساحلية، حيث تخلق الأنهار المالحة الظروف الملائمة لنمو البكتيريا.
ووفقاً لليونيسف، كان لدى اليمن أكثر من مليوني حالة مشتبه بها بين أبريل 2017 ويونيو 2020. ما بدا وكأنه وباء لمرة واحدة يتحول الآن إلى وباء مستدام، ويعمل جوتلا ومساعده على فهم الظروف التي تسمح للبكتيريا المعدية بالبقاء في المكان.