أكثر ما ميز الانتخابات الرئاسية الأمريكية بين ثعلب الجمهوريين (دونالد ترامب) وذئب الديمقراطيين (جو بايدن)، أن مترقبيها كانوا هم العرب، مع أن لا لهم ناقة ولا بعير ولا تأثير سياسي على السياسة الأمريكية كليًّا.

* الشعب الأمريكي صاحب الشأن ضاق ذرعا من رئيسه الذي أصبح في الساعات الأخيرة عاريا أمام مناصريه، إلا من تهديد ووعيد لم يحرك شاربا واحدا في البيت الأبيض..

* وفي ظل رئيس أمريكي لا يربط لسانه من لغلوغه، ولا يتعامل مع السياسة على أنها فن يحتاج إلى من يبطن في السر ولا يظهر في العلن، وجد ترامب نفسه في مواجهة خصم أكثر رصانة في استغلال نقاط ضعف (ترامب)، وما أكثرها..

* الشعب الأمريكي لا يهمه أن (ترامب) يمارس بكل وقاحة عملية إذلال العربان الذين ذكرهم فريد الأطرش في رائعة بساط الريح، كل الذي يهمه أن رئيسه لم يستطع حماية نفسه من فيروس (كورونا) في عز الصيف، فكيف له أن يحمي شعبه من برد كانون؟

* وبصراحة يا عزيزي (ترامب) لن تعدم من يترجمها لك إلى اللغة التي تعشقها، الثرثرة لا تدخل صندوقا، والرغي الكثير لا يعني بز المنافس في المناورات السياسية، ومن يريد أن يصنع مجدا أو احتكار ولاية رئاسية جديدة ليس بالضرورة أن يفرد عضلاته ويسن لسانه الحاد على أكثر خلق الله ضعفا وقلة حيلة، تعرفونهم إنهم العرب العاربة والعرب المستعربة.

* فوز (بايدن) على (ترامب) ربما كان حلا لعلاج الاحتقانات السياسية في كثير من ملفات الابتزاز، وربما كان محاولة تبييض وجه أمريكا إنسانيا برئيس ديموقراطي، لا هو صقر ولا حمامة، لكنه مزيج للخبث السياسي الذي تحتاجه أمريكا لترويض مناوئيها وكسر ظهر حلفاء مساكين يدفعون من مال بيت العرب مقابل الإبقاء على سياسة شد الحبل مع قط العم سام الذي لا يشبع من تنكيل من يموتون غراما في فطائر (الماكدونالدز).

* لا يحب الأمريكيون اللعب بأوراق مكشوفة في ملعب سياسي يؤمن بالمكر والخديعة، ويفضلون دائما سياسة التنويم المغناطيسي، لكن (ترامب) خالف كل هذا المنطق، ولم يشفع له أنه ملأ الخزينة العامة بسياسة ادفع لنحميك.

* الحديث على أن أياما سوداء تنتظر العرب من الذئب الأغبر (بايدن)، حديث استهلاكي وطحن للطحين، لا جديد فيه، فالوطن العربي من محيطه الفاتر إلى خليجه الخائر لعبة تسلية لا تنفع معها احتفالات فوز الديمقراطيين بالرئاسة، ولا فرحة المناوئين للرئيس (ترامب) الذي قرح جوا في الليلة الظلماء.

* الشيء الثابت في السياسة الأمريكية أن العرب ليسوا في حاجة بعد الآن إلى تعلم فنون الرقص السياسي من الراقصة (فيفي عبده)، والسبب الذي يبطل العجب أن الرئيس الجديد (بايدن) يعرف تماما كيف يجعل الشرق الأوسط يرقص على واحدة ونص!