العولمة تحتدم بقوة وهي رئيسية في العالم ، واليمن غارق في التخلف والحروب ويفقد بشكل تدريجي لقب ابو الحكمة اليمانية بسبب كثرة الصراعات والازمات ، ورغم ذلك ورغم الفقر والجهل لازال ابو يمن يهاجر ويسافر ، ويتعرف على معالم وإنجازات البلدان الأخرى ، وقدرة المسافر ابو يمن على التكيف السريع مع اوضاع الحياة الجديدة في تلك البلدان اذهلت العالم ، مع ان بعض التكيفات السلوكية الجديدة لديه تحتاج الى دراسات وبحوث في علم النفس.
" ابو يمن " كما يحب ان يسمينا الكثير من اشقائنا العرب، حينما يغادر البلاد الى دولة عربية او اجنبية ، ومن اول يوم هناك "يعتزي " و يلتزم ويحترم النظافة والنظام والسلم والقوانين ، ولكن عندما يعود الى بلاده من اول يوم يقوم بحمل السلاح و رمي القمامة امام المنزل او من شباك السيارة ويسير عكس اتجاه السير يرشى الموظفين ويمضغ القات في الاماكن العامة وحتى بالقرب من المجاري.
نظام القبيلة حاول تسويق البلاد على انها بلد الحكمة ، فساقنا داخليا وخارجيا الى هاوية العصور الوسطى ، وأخضع هيكل الدولة بأكملها لقواعد جاهليه ، التي بسببها مدينة عدن الاستراتيجية و الاقتصادية اليوم بدائية ، لا خدمات لا رواتب ، لا كهرباء ، لا ماء ، لا بترول ،...الخ، وصنعاء خارج التغطية اليمنية والعربية.
ربما من الصعب العثور على شخص يتغرد بالحكمة والرحمة ليل نهار مثل ابو يمن ، بالرغم ان المرأة والطفل في بلده محرومين من ابسط الحقوق الانسانية، فالنساء في اليمن مواطنات من الدرجة الثانية ، والأطفال الذكور تجند وتساق الى الجبهات ، والاناث الصغار سلع زواج " القاصرات " ، " نجود ، روان ، ندى الاهدل ، ريم ، نجوم....الخ " ، ببساطة الحرب والفقر والقات والبطالة انعشت سوق البيدوفيليا و زواج الاطفال .
عند ابو يمن " الحكمة يمانية " ، وكذلك المحسوبية والرشوة والوساطة ونهب المال العام وسرقة مرتبات الجنود والموظفين ، والشوارع القذرة .
اخيرا بعض من ابو يمن يجد راحه ومتعة في توجيه ملاحظات للأخرين و في اصطياد اخطائهم فقط لكي ينتقدهم ويعرض نفسه ، بأنه "فيشفيشي " ، وهو لا يدرك، بأنه يعاني من " عقدة التوبيخ " وبحاجة لعلاج نفسي.