تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة المناضل الكبير الأستاذ محسن العيني الذي وافته المنية صباح هذا اليوم 25 أغسطس 2021م في مدينة القاهرة، وبوفاته خسر الوطن والشعب مناضلاً وطنياً وقومياً وهب حياته للثورة والدولة والوحدة اليمنية وقد عُرف عنه منذ شبابه وهو يناضل من أجل غد جديد ويمن جديد وسعيد في كافة المراحل منذ انتقاله للدراسة في لبنان وباريس وبغداد وعدن وغيرها من المدن.. وقد طُرد من عدن في فترة الاحتلال البريطاني الى مصر، بسبب نشاطه السياسي والنضالي ولكن ذلك لم يثنيه عن النضال حتى قيام الثورة في سبتمبر عام 1962م ليصبح أول وزير للخارجية في حكومة المشير عبد الله السلال قائد ثورة 26 سبتمبر. وقد تقلّد مناصب كثيرة فبعد كل أزمة تمر بها صنعاء كان الاستاذ محسن لديه حضوره في الحل كرئيس للوزراء أو وزير للخارجية لما عُرف عنه من ذكاء ودهاء ودبلوماسية يعترف بها الآخرون له، ولهذا كان مقبولاً من قبل كافة الأطراف لمواقفه المتوازنة من الصراع وهو منحاز للوطن وليس لطائفة أو قبيلة أو حزب.

محسن العيني

ولم تنقطع اتصالاتي معه في كافة المراحل وكنا نلتقي في دمشق وبيروت والقاهرة في منزله العامر وكنا حريصين في كل زيارة لمصر أن نزوره ونتحدث ونتشاور معه ونستفيد من خبرته وحكمته لما عرف عنه من مواقف متوازنة من الصراعات التي مرّت بها اليمن والمنطقة، وكان آخر لقاء لنا معه في مارس من عام 2019م عندما قمنا بزيارة مشتركة الى منزل الأستاذ محمد عبد الله الفسيل في القاهرة وهو أحد ثوار 1948م،والذي رحب بنا شقته المتواضعة والمليئة بالحياة بهذا الرجل التسعيني الحيوي الساخر الذي لم تؤثر فيه السنون والأحداث والسجون والحروب والغربة والكربة، وقد أشاد الأستاذ محسن العيني بنضال الفسيل وبأنه يستحق مثل هذه الزيارة التي قمنا بها.. واستمر التواصل بيننا عبر الهاتف حتى وفاته رحمه الله.
لقد حزنت كثيراً برحيله صباح هذا اليوم ونتقدم بأحرّ التعازي لزوجته الفاضلة أم هيثم وابنه هيثم وجميع أفراد اسرته الكريمة وللشيخ محمد والشيخ سبأ أبو لحوم ولكافة أفراد أسرة أبو لحوم، ولجميع أصدقائه وذويه ومحبيه داخل الوطن وخارجه.
تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته
وإنا لله وإنا إليه راجعون