> "الأيام" غرفة الأخبار
وصفت مصادر سياسية وشخصيات حزبية بيان الأحزاب والقوى السياسية في مأرب، التي خضعت لسيطرة تنظيم الإخوان، بأنه تخلٍ واضح من حزب الإصلاح عن الشرعية والتبرؤ منها بعد أن ظل مسيطرا على مفاصلها خلال سبع السنوات الماضية من عمر الحرب.
ولم تستبعد مصادر سياسية يمنية مطلعة أن يكون هذا الموقف العلني الذي يقف خلفه حزب الإصلاح مقدمة لإظهار الخطاب الإخواني المتطرف تجاه التحالف العربي والذي كان يتم التسويق له خلال السنوات السابقة بشكل غير مباشر عن طريق ناشطي الجماعة وإعلامييها، في الوقت الذي كان فيه الحزب يلتزم الصمت ويتنصل أحيانا من تصريحات بعض قادته ومواقفهم المناوئة للتحالف الذي تقوده السعودية في اليمن.
و اعتبر الباحث السياسي اليمني ورئيس مركز فنار لبحوث السياسات عزت مصطفى أن “بيان تنظيم الإخوان المسلمين الذي وقّع تحت مسمى الأحزاب والقوى السياسية في مأرب هو اعتراف رسمي بنجاح التنظيم في مهمة إفشال الشرعية والتحالف العربي”.
ويقول مصطفى إن البيان “أقرب إلى إعلان انتصار التنظيم الدولي للإخوان بصيغة تهديد مبطّن بالاستسلام للحوثيين وتسليمهم مدينة مأرب وحقول النفط في صافر. إلى جانب كونه تمهيدا سياسيا وإعلاميا لتحوّل التخادم الإخواني – الحوثي في اليمن إلى تحالف سياسي رسمي، عبر دخول الحوثيين مأرب بصفقة سياسية وليس باجتياح عسكري بعد أن نجح الطرفان في استنزاف قبائل مأرب في قتال الحوثيين وهو هدف انتقامي تاريخي مشترك لجماعتي الإخوان والحوثي”.
وأضاف “يمهد البيان الإخواني في مأرب إلى مفاجآت قريبة بإعلان رسمي مشترك إخواني – حوثي على مستوى مأرب لتحييد شرعية الرئيس عبدربه منصور هادي ووضع التحالف العربي أمام أمر واقع يهيئ لتسوية سياسية شاملة تنحصر بين الحوثيين والإخوان وتنسف ما تبقى من إمكانية لتنفيذ اتفاق الرياض مع المجلس الانتقالي، بهدف استبعاد الأخير من أيّ عملية تسوية سياسية شاملة نتيجة تسليم مأرب للحوثيين”.
وأشار مصطفى إلى أن “الحوثيين عملوا سياسياً وإعلامياً على التهيئة لتمرير صيغة التفاهمات المقبلة مع الإخوان في مأرب عبر ترويجهم لصيغ حلول استسلام مقابل الشراكة، في الوقت الذي يأتي البيان الإخواني ليؤكد بألفاظ غير مباشرة على قبول الصفقة الحوثية بتسليمهم مأرب، لكن الأمر الذي يصعب التكهن به هو مصير محافظ مأرب سلطان العرادة الذي كان جزءاً من الصفقة التي روّج لها الحوثيون، فالرجل أمام احتمالين قبول الصفقة وتسليم مأرب للإبقاء على حياته أو أنه سيواجه تآمراً إخوانياً – حوثياً مشتركاً حال رفضه”.
وقال الطاهر، في منشور له على الفيسبوك، إن البيان يأتي في وقت تتحدث فيه مصادر عن ترحيب سلطان العرادة محافظ مأرب، بدعوة العميد طارق صالح لتوحيد الصف، وهو ما يعني، تعميق الفرقة، والتشكيك في التحالف العربي وتخوينه.
وبعد صدور البيان أعلن المسؤول الإعلامي لحزب التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فرع مأرب، شاجع هصام بحيبح استقالته من الحزب الناصري.
وقال بحيبح: بعد أن أصبح التنظيم الوحدوي الشعبي الناصري فرع مأرب مجرد تابع لمبخوت بن عبود الشريف رئيس حزب الإصلاح، أعلن استقالتي كمسؤول إعلامي لفرع التنظيم في مأرب، مؤكدا أن هذا قرار لا رجعة فيه.
واستغرب السياسي اليمني محمد سعيد الشرعبي، من بيان الأحزاب التابعة للإخوان، من اتهام الشرعية المقسمة بينهم بالتقصير، وتحميل التحالف العربي الممول لهم بالفشل في إدارة المعركة نيابة عنهم.
وعلق الباحث السياسي، أياد قاسم على بيان الأحزاب والقوى السياسية في مأرب، مؤكدا أنه اعتراف من حزب الإصلاح بالفشل رسميا في المحافظات الشمالية.
وأكد أن الخطر يكمن اليوم باتجاه الجنوب، والمجلس الانتقالي الجنوبي أمام خيارين، "إعلان حكم ذاتي وبدء معركة عسكرية لحماية الجنوب"، "أو الاستمرار بشرعية اتفاق الرياض بقيادته عسكريا وسياسيا".