> تغطية/ عبدالقادر باراس:

نظم مركز دعم صناعة القرار التابع للمجلس الانتقالي الجنوبي، اليوم الأحد، لقاءً تشاورياً تحت عنوان "اتفاق الرياض بين الواقع والطموح"، وذلك بقاعة قصر العرب بمديرية المعلا بالعاصمة عدن، ويهدف من هذا اللقاء إلى طرح الملاحظات والرصد كي يمكن مركز دعم وصناعة القرار من تأسيس مشروع يخدم استراتيجيات المجلس الانتقالي الجنوبي.

تألف الحضور في اللقاء التشاوري لأكثر من ثلاثين مشاركاً من النخب السياسية والأكاديمية ودبلوماسيين ورؤساء مراكز دراسات، وممثلين عن مركز دعم صناعة القرار بالمجلس الانتقالي الجنوبي ونشطاء وإعلاميين وأكاديميين.

وفي بداية الافتتاح قال فضل الجعدي، مساعد الأمين العام لهيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي: "يسعدني أن أحضر معكم في جلسة الافتتاح بهذا اللقاء التشاوري الخاص باتفاقية الرياض بين الواقع والطموح، وفريقنا بالمملكة العربية السعودية لمتابعة تنفيذ هذا الاتفاق"، وأكد أن "هناك أنشطة لعرقلة التنفيذ، وهناك مساعٍ تحاول الدفع بعجلة التنفيذ، ولا أريد الخوض في هذا المجال، حتى لا أفسد لقاءكم، نريد قراءتكم أنتم، أنتم أصحاب الخبرات بالعملية السياسية والاجتماعية داخل هذا المجتمع، وتعلمنا من الكثير منكم وما زلنا نتعلم".

وختم الجعدي كلمته "نريد مناقشة هذا الاتفاق مناقشة مستفيضة للخروج بتوصيات، وننتظر منكم بمخرجات عملية".
الجعدي: هناك محاولات للدفع بعجلة تنفيذ الاتفاق
الجعدي: هناك محاولات للدفع بعجلة تنفيذ الاتفاق

وبدوره، تحدث رئيس مركز دعم صناعة القرار د. خالد بامدهف، قائلاً: "في هذا اللقاء والتشاوري نأمل من هذا الجمع النوعي، ونحن أمام محطة مهمة في الواقع وحاجتنا إلى ملاحظاتكم للدفع بالمسار السياسي إلى واقع عملي، لتنفيذ اتفاق الرياض على الأرض، من خلال هذا اللقاء التشاوري أن نستطيع أن نقدم عدداً من الرسائل المفيدة، التي يمكن أن تحدث صدى طيب للرأي المحلي والعربي والدولي".

وأضاف: "يأتي موضوع لقائنا التشاوري وهو في إطار فعاليات مركز دعم صناعة القرار، باعتبارها وظيفة ومهمة أساسية من مهمات مركز دعم صناعة القرار، وعليه سيكون في سياق هذا النشاط للمركز هو وضع العديد من القضايا الملحة والحيوية التي تتعلق بقضية شعب الجنوب والتحديات العالقة أمامه في إطار عمله الكفاحي والسياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي".

وأوضح أن "نضالات شعبنا في الجنوب تكللت بطفرة نوعية في أحداث أغسطس 2019م احتدت تلك الطفرة نقلة نوعية بحضور سياسي للمجلس الانتقالي الجنوبي من خلال قواته ومقاومته التي أفضت إلى إحراج المجتمع الإقليمي والدولي بجعل المجلس الانتقالي نداً وطرفاً سياسيًا، وذلك من خلال الدعوة التي وجهت له من دول التحالف للمجلس والحكومة للتفاوض في مدينة جدة، وهذا الواقع مثل حدث تاريخي في مساره الكفاحي منذ 1994م، وهي لأول مرة في واقع الأطراف الإقليمية تقر بالحالة الجهوية للمجلس الانتقالي في هذا الاتفاق، حيث لم يشر للحالة الجهوية للجنوب في مؤتمر الحوار الوطني، فكان نظام صنعاء بكل مكوناته لم يتحدثوا عن الجهوية للجنوب في خطابهم السياسي، وكان حديثهم في تعاملهم للقضية الجنوبية باستعلاء ويكتفون بعبارة (المحافظات الجنوبية والشرقية).
بامدهف: محطات قادمة لتعزيز وتمكين الانتقالي في المعادلة السياسية مع أطراف الأزمة باليمن
بامدهف: محطات قادمة لتعزيز وتمكين الانتقالي في المعادلة السياسية مع أطراف الأزمة باليمن

اليوم نحن من واقع المسؤولية بالمجلس الانتقالي تأتي هذه المحطة وكثير من المحطات مثل إعلان الإدارة الذاتية وإعلان حالة الطوارئ وتلويح المجلس بالانسحاب من حكومة المناصفة، كلها مؤشرات لإزالة الانسداد للعملية السياسية بين أطراف اتفاق الرياض، وبالتالي وضع الأشقاء ودول التحالف العربي للوصول إلى تنفيذ".

من جهته، استعرض د. صالح طاهر سعيد، عضو مركز دعم صناعة القرار، مداخلته بعنوان: (قراءة في المشهد السياسي والعسكري قبل وبعد اتفاق الرياض) تناول فيها المقدمات في الحالة السياسية والعسكرية منذ ظهور الاتفاق، وما نشب من صراع في داخل الطرف الشمالي بين سلطة النظام الحاكم والمعارضة ووصفها بتسمية (صراع السلطة). وتناول في مداخلته مقاربة الحل التي اتبعته القوى الإقليمية والدولية ولم يكن الجنوب طرفاً جمعت فيه الصراعات في سلة واحدة سلطة ومعارضة وحراك شعب الجنوب بقضية استعادة دولته، وظهور الطرف المعارض ضد كل من السلطة والمعارضة في الشمال والحراك الشعبي في الجنوب، وكذا ظهور الحوثي وانقلابه على الجميع مستعرضاً تسارع الأحداث في الجنوب منذ بدء نضاله السلمي ومقاومته وظهور تشكيلاته العسكرية الجنوبية بدعم من التحالف، حتى ظهور المجلس الانتقالي ووضعه في معادلة التوازن الاستراتيجي، وظهور اتفاقية الرياض وما بعد اتفاق لرياض، وتطلعات شعب الجنوب وقيادته الانتقالية لأولويات ما بعد اتفاق الرياض.

وترأس د. علي صالح الخلاقي، في الجلسة الثانية بفتحه باب النقاش للمشاركين بتقديم اطروحاتهم، حيث تحدث في البدء د. علي السقاف، أكاديمي بجامعة عدن، والاستاذة نادرة عبدالقدوس، والناشط المجتمعي أحمد سعيد مبارك، د. محمود السلمي، ومحمد قاسم نعمان رئيس مركز اليمن لدراسات حقوق الانسان، والاستاذة رضية شمشير، ونعمة صالح عوض، وزبيدة عبدربه ديان، د. قاسم داؤود، د. محمد جعفر بن الشيخ أبوبكر، د. آمنة صالح عوض، د. نصر صالح هرهرة، والسفير محمد عبدالغفور بن عتيق، وعيدروس باحشوان، رئيس مجلس الإدارة، رئيس التحرير لصحيفة 14 أكتوبر.

وبناء على الملاحظات والاستفسارات والاقتراحات التي تحدث فيها المشاركون في اللقاء اجاب رئيس مركز دعم صناعة القرار د. بامدهف، قائلاً: "إن كل ما طرح من مداخلات واستفسارات نقدرها وسنأخذها بعين الاعتبار".

وأشاد بما تحقق من اتفاقية الرياض، بأن اتفاقية الرياض نقطة هامة، عملت على وقف نزيف الدم بين الجنوبيين، وعلى نقل رسالة العمل النضالي الكفاحي الجنوبي إلى المسار السيار ووضع كل الأطراف في العملية السياسية في اليمن على طاولة واحدة، وتعلمون أن هذا الاتفاق حظي باحترام وتأييد من المجتمع الدولي ومن المؤسسات الدولية ومن دول الخمس الدائمة العضوية، كما أن اتفاق الرياض منح للمؤسسة العسكرية الجنوبية صفة الشرعية ويتم اليوم التعامل معها بصورة رسمية حتى من قبل الشرعية نفسها".

وأضاف: "فاتفاق الرياض حدد مفهوم ندي للدولة بين الجنوب والشمال، وبين المجلس الانتقالي والجنوبي والحكومة اليمنية، كما أن اتفاق الرياض بحاجة إلى تغذية قانونية من الشرعية الدولية، لكنه تحقق من خلال التحالف العربي، وهذه مكاسب تحققت، وجميعكم يدرك حالة التعقيد للقضية الجنوبية وحالة التعقيد لهذه المسألة أمام المنظومة الدولية، لكن كل العقد اليوم يتم تفكيكها للوصول إلى الاعتراف العادل للجنوب وبقضية شعب الجنوب".

وختم د. بامدهف كلمته: "نحن اليوم لسنا في 2011م، ولسنا مثلما بعد 1994م ولا في كل المنعطفات مثل حكومة العطار ولا في اتفاقية العهد والاتفاق ولا في المبادرة الخليجية، لدينا طرف نظام صنعاء بكل قواه لا يلتزم إلى اليوم بأي اتفاقات، لكن نؤكد أن المسار يتقدم من خلال اتفاق الرياض، أستطيع القول إن هناك محطات قادمة ستؤدي إلى مزيد من تعزيز وتمكين المجلس الانتقالي الجنوبي في إطار المعادلة السياسية مع أطراف الأزمة في اليمن.