> أبوظبي "الأيام"

​رحبت الإمارات العربية المتحدة باعتذار رئيس وزراء الصومال العلني عن حادث حصل في العام 2018 وأسفر عن احتجاز طائرة مدنية إماراتية ومصادرة مساعدات مالية كانت تحملها لدعم الشعب الصومالي. وقد تسبب ذلك الحادث حينها في شبه قطيعة بين البلدين.

وتزامن الموقف الإماراتي المستجد والذي أعلنت عنه وزارة الخارجية والتعاون الدولي مساء الثلاثاء، مع زيارة بدأها رئيس الوزراء الصومالي محمد حسين روبلي على رأس وفد رفيع المستوى الاثنين إلى أبوظبي، والتقى خلالها بولي العهد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.

ويرى متابعون أن ترحيب الإمارات بالاعتذار الذي قدمه روبلي الشهر الماضي يعكس رغبة إماراتية في فتح صفحة جديدة في العلاقات الإماراتية – الصومالية، بعد سنوات من الجفاء. وأن الخطوة لا تخلو من موقف سياسي داعم لرئيس الوزراء الصومالي الذي يبدي حرصا على ترميم ما أفسدته مواقف الرئيس محمد عبدالله فرماجو، والتي كان الشعب الصومالي أكبر المتضررين منها، لاسيما وأن الإمارات تعد من أكثر الدول الإقليمية سخاء في دعم الصومال وشعبه على مدى العقود الأخيرة.

وشكرت وزارة الخارجية الإماراتية رئيس الوزراء روبلي على “مبادرته” لتسوية الأزمة. وقالت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) إن اعتذار الصومال “يعكس عمق العلاقات التاريخية” بين البلدين و”التقدير لدور الإمارات الهادف إلى دعم الشعب الصومالي وحكومته”.

وأكدت الوزارة على مضي دولة الإمارات قدما في تعزيز العلاقات التاريخية مع الشعب الصومالي، وتقديمها كل عون ممكن لتحقيق السلام والاستقرار والتنمية في ربوع هذا البلد.

وكان المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش أكد في وقت سابق أن اعتذار رئيس الوزراء الصومالي يفتح صفحة جديدة بين البلدين.

وقال قرقاش في تغريدة على حسابه على تويتر “تواصل الإمارات خطواتها نحو ترميم الجسور وإعادة التواصل مع مختلف الدول في سعيها لتعزيز الاستقرار الإقليمي ودفع عجلة الازدهار”.

وتابع “إن اعتذار رئيس الوزراء الصومالي يفتح صفحة جديدة، فلطالما كان دعم ومساندة الأشقاء في الصومال موقفا تاريخيا تجسد في أصعب الظروف ويبقى محل اهتمام ورعاية دولة الإمارات”.

ويرى المتابعون أن قبول الإمارات اعتذار رئيس الوزراء الصومالي وإعلانها عن رغبة في فتح صفحة جديدة في العلاقات مع هذا البلد، من شأنه أن يثير قلق بعض القوى الإقليمية وفي مقدمتها قطر وتركيا اللتان استغلتا التراجع الإماراتي على هذه الساحة لتعزيز نفوذهما.

ويشير المتابعون إلى أن توقيت العودة الإماراتية الذي يتزامن مع استعدادات صومالية لاستكمال الانتخابات التشريعية التي قد تعقبها بعد أشهر قليلة انتخابات رئاسية، من شأنه أن يضاعف حجم القلق لدى الدوحة وأنقرة، اللتان تدفعان بقوة لاختيار قيادة موالية لها في الصومال.