> سيئون «الأيام» خالد الكثيري:
تدهور الخدمات يغير شكل رمضان ويجمع الساسة في خانة"الظلم"
ازدادت معاناة الناس في حضرموت وتزايدت سوءا مع قدوم شهر رمضان المبارك سيما مع ما يعهده الناس في هذا الشهر الكريم وجبلوا عليه من سابق العهود، بيد أن هذا العهد وفروض الحرب والأزمات التي تعصف بالبلاد لا تكاد تمكن من التزود بما يسد رمق الجوع وصيرورة المعيشة بأقل من الحد الأدنى.

التربوي المتقاعد وخبير التراث اليمني ،حسن باحشوان، استعرض بعض مظاهر الوضع الراهن معتبرًا أن هذه المرحلة التي يعيشها المواطن في حضرموت بدأت تسوء تدريجيا بدءا من الانهيار السياسي في العام 2011 م حتى الآن ، وفق تعبيره.
لا خدمات
وقال باحشوان لـ"الأيام" :إن الأسعار مرتفعة جدًا، لا تتناسب مع دخل الفرد وخصوصًا الموظف، "الرواتب في الحضيض والسلطات الحاكمة والجهات الأخرى تقدم خدمات رديئة بل إن الخدمات الإنسانية تكاد تكون معدومة وارتفاع جنوني في أسعار المشتقات النفطية وتقطع توفرها في أحيان كثيرة وطوابير تبلغ ثلاث كيلومترات للحصول عليها ، وكذا وقود الطبخ الغاز، بالكاد يحصل المواطن على أسطوانة لكل شهرين".
وأما الكهرباء حدث ولا حرج، بوصف باحشوان الذي قال: "إن وضعها هذا العام مزري وأسوأ من كل عام"، متطرقًا إلى خدمتي الاتصالات والإنترنت التي تعاني من انقطاع مستمر ورداءة في الأداء حال العمل.

ووقف باحشوان، على الارتفاع الجنوني للأسعار بالرغم من استقرار العملة الأجنبية، وقال: "إن الريال السعودي خلال الثلاثة الأشهر الماضية استقر نسبيًا مابين
(320 إلى 330)ريال يمني، ويفترض أن تكون المواد الغذائية مناسبة مع استقرار العملة الأجنبية حيث أصبح المواطن يواجه موجة غلاء فاحش في كافة السلع الغذائية والأدوية، وكذا المشتقات النفطية واحتياجات شهر رمضان المبارك وما يحصل عليه المواطن الموظف الحكومي ونسبة التضخم والفجوة الكبيرة وعدم مراعاة التضخم غير المعقول إطلاقًا حيث كان متوسط دخل الموظف وقيمة العملة الأجنبية بداية الأزمة حوالي 1500ريال سعودي وانهار حتى وصل اليوم إلى 350ريال سعودي، كما تجاوزت الأسعار السعر السابق الذي وصلت له حينما وصل سعر الصرف السعودي إلى 480 ريالًا فيما اليوم الصرف 330 مما يضع العديد من علامات الاستفهام حيال هذا الغلاء الفاحش".

أطفال بلا فرحة
بدوره المهندس خليل رجب حماد ، فني أرصاد ومياه، لم يجد بُدًّا من الحديث عن استعدادات هذا الشهر غير الحديث عن سوء الوضع المعيشي للمواطن.
وقال: "إن الأسباب الرئيسة للفقر الذي يعاني منه المواطن اليمني هو قلة المداخيل وانهيار العملة الوطنية مقابل الدولار وارتفاع أسعار السلع الغذائية وبقاء مرتبات موظفي الدولة والقطاع الخاص في مكانها".

وأضاف:"على سبيل المثال لو كان موظف يستلم راتب شهري 80 ألف ريال يمني في عام 2013 فهذا يعني أنه يساوي أكثر من ألف ريال سعودي في تلك الفترة أما اليوم في 2022م فإن ذلك الراتب يساوي أقل من ثلاثمائة ريال سعودي، وقابل ذلك ارتفاع في السلع الغذائية وتكاليف الحياة العامة وأصبح الأب عاجزًا من توفير الحد الأدنى من المتطلبات الأساسية لعائلته وخاصة الأطفال منهم وما يؤلمني ويوجع قلبي أن المعاناة التي يعانيها أطفالنا أحبابنا من نقص في الحصة الغذائية والتي من المفترض أن يحصلوا عليها يوميًا فهم بحاجة إليها في هذا السن لنمو أجسادهم وعقولهم".
واستطرد حماد، بأن "حليب الأطفال في ارتفاع مستمر حتى حليب الرضع منهم، كذلك أدويتهم ومستلزماتهم الصحية سمعت عن أطفال يذهبون إلى مدارسهم دون فطور بسبب فقر أسرهم، ببسب غلاء أسعارها حذف الحليب والبيض والأجبان والفاكهة كالتفاح والبرتقال وحتى الشوكولاته من قوائم المؤنة لمعظم الأسر، بسبب الفقر وضيق المعيشة وترى كثير من الآباء والأمهات يشعرون بحسرة وغصة ودموع عند قدوم الأعياد والمناسبات لعجزهم عن شراء ما يريده أطفالهم لا فرض عليهم ما يستطيع الأب على شراءه بسبب عجزه أو عند تفوق أولادهم في الدراسة فقد لا تتصور تلك اللحظات الموجعة حين يأتي إليك ابنك ويبلغك بأنه قد حقق المركز الأول على مستوى الصف والمدرسة في الصف الخامس الابتدائي بامتياز وأنت عاجز على أن تفرح قلبه بهدية، إنها أصعب لحظات العجز والألم".
لا دواء
هذا ويلفت الموظف الصحي المتقاعد ،عبدالخير يسلم بن ناصر، وهو يدير صيدلية بسيئون، لفت بالقول إلى أن سوء المعيشة في مقبل هذا الشهر الكريم انعكست إلى حد أن عجز الناس عن التداوي في العيادات الطبية ولجوئهم إلى التداوي بالأعشاب أو الرقية الشرعية.

وأضاف:"أما من لا يجدون بُدًّا من اللجوء للعيادات الطبية فإنهم أو بالأحرى فإن الكثير منهم يلجؤون إلى الصيدليات مباشرة ووصف الأعراض المرضية التي يعانوها ويطلبون أدويتها مباشرة نظرًا لعجزهم عن اللجوء إلى عيادات الأطباء".
وتحدث بن ناصر عن أصحاب الأمراض المزمنة الذين تعصف بهم قسوة الحياة والظروف المعيشية إلى جانب المرض، وقال:"نحن في الصيدليات نضطر للتعاطف مع حالاتهم المعيشية وندون أدويتهم بالآجل وبالتالي تجد أن معظم الصيدليات ومخازن الأدوية في سيئون مثخنة بسجلات الديون".
المشاورات .. عادة معهودة
وقال خالد فرج باجيدة ، موظف بمركز الوسائل التعليمية بوادي حضرموت والصحراء، "إن الراتب الذي استلمه يوم أمس لم يكفي لشراء قطمة أرز خمسة كيلو، و قطمة قمح خمسة كيلو، وعلبة زيت، لاندري كيف نعمل في باقي متطلبات المعيشة".

وأشار باجيدة، إلى المشاورات الجارية برعاية مجلس التعاون الخليجي وقال :"إن المواطن لم يعد يبالي في أي لقاءات سياسية ولا يرجو منها خيرًا وباتت عادة معهودة عند مقبل الشهر الكريم أن تعقد مشاورات ولقاءات وكأنها باتت وسيلة لتوزيع مصاريف المشاركين فيها بما يكفيهم لسنة كاملة حتى مقبل السنة القادمة، وهكذا باتت عادة ملحوظة ولا يخرج عنها أي حلول للحرب والأزمة الجارية في البلاد"، حسب قوله.
وأضاف:"بالرغم أننا جندنا أولادنا مع التحالف العربي وجعلناهم تحت تصرفه لتحرير البلاد من المليشيات الحوثية غير أننا تفاجأنا بأن توجههم إلى تحرير الحديدة، وهو خط أحمر وكذا التوجه إلى تحرير صنعاء أيضًا خط أحمر، واختلط علينا الأمر ولم نعد ندري من المتسبب في هذا الجحيم ومن الذي بيده الحل والله ينصف في الظالم، وإن كان لنا رجاء إلى الدول الشقيقة دول الجوار أن تفتح لنا منافذها البرية حتى تستقبلنا وعائلاتنا كنازحين ولو تنصب لنا مخيمات إيواء على الحدود، فالوطن أصبح جحيم لأبنائه".
ازدادت معاناة الناس في حضرموت وتزايدت سوءا مع قدوم شهر رمضان المبارك سيما مع ما يعهده الناس في هذا الشهر الكريم وجبلوا عليه من سابق العهود، بيد أن هذا العهد وفروض الحرب والأزمات التي تعصف بالبلاد لا تكاد تمكن من التزود بما يسد رمق الجوع وصيرورة المعيشة بأقل من الحد الأدنى.
لا خدمات
وقال باحشوان لـ"الأيام" :إن الأسعار مرتفعة جدًا، لا تتناسب مع دخل الفرد وخصوصًا الموظف، "الرواتب في الحضيض والسلطات الحاكمة والجهات الأخرى تقدم خدمات رديئة بل إن الخدمات الإنسانية تكاد تكون معدومة وارتفاع جنوني في أسعار المشتقات النفطية وتقطع توفرها في أحيان كثيرة وطوابير تبلغ ثلاث كيلومترات للحصول عليها ، وكذا وقود الطبخ الغاز، بالكاد يحصل المواطن على أسطوانة لكل شهرين".
وأما الكهرباء حدث ولا حرج، بوصف باحشوان الذي قال: "إن وضعها هذا العام مزري وأسوأ من كل عام"، متطرقًا إلى خدمتي الاتصالات والإنترنت التي تعاني من انقطاع مستمر ورداءة في الأداء حال العمل.
(320 إلى 330)ريال يمني، ويفترض أن تكون المواد الغذائية مناسبة مع استقرار العملة الأجنبية حيث أصبح المواطن يواجه موجة غلاء فاحش في كافة السلع الغذائية والأدوية، وكذا المشتقات النفطية واحتياجات شهر رمضان المبارك وما يحصل عليه المواطن الموظف الحكومي ونسبة التضخم والفجوة الكبيرة وعدم مراعاة التضخم غير المعقول إطلاقًا حيث كان متوسط دخل الموظف وقيمة العملة الأجنبية بداية الأزمة حوالي 1500ريال سعودي وانهار حتى وصل اليوم إلى 350ريال سعودي، كما تجاوزت الأسعار السعر السابق الذي وصلت له حينما وصل سعر الصرف السعودي إلى 480 ريالًا فيما اليوم الصرف 330 مما يضع العديد من علامات الاستفهام حيال هذا الغلاء الفاحش".
بدوره المهندس خليل رجب حماد ، فني أرصاد ومياه، لم يجد بُدًّا من الحديث عن استعدادات هذا الشهر غير الحديث عن سوء الوضع المعيشي للمواطن.
وقال: "إن الأسباب الرئيسة للفقر الذي يعاني منه المواطن اليمني هو قلة المداخيل وانهيار العملة الوطنية مقابل الدولار وارتفاع أسعار السلع الغذائية وبقاء مرتبات موظفي الدولة والقطاع الخاص في مكانها".
واستطرد حماد، بأن "حليب الأطفال في ارتفاع مستمر حتى حليب الرضع منهم، كذلك أدويتهم ومستلزماتهم الصحية سمعت عن أطفال يذهبون إلى مدارسهم دون فطور بسبب فقر أسرهم، ببسب غلاء أسعارها حذف الحليب والبيض والأجبان والفاكهة كالتفاح والبرتقال وحتى الشوكولاته من قوائم المؤنة لمعظم الأسر، بسبب الفقر وضيق المعيشة وترى كثير من الآباء والأمهات يشعرون بحسرة وغصة ودموع عند قدوم الأعياد والمناسبات لعجزهم عن شراء ما يريده أطفالهم لا فرض عليهم ما يستطيع الأب على شراءه بسبب عجزه أو عند تفوق أولادهم في الدراسة فقد لا تتصور تلك اللحظات الموجعة حين يأتي إليك ابنك ويبلغك بأنه قد حقق المركز الأول على مستوى الصف والمدرسة في الصف الخامس الابتدائي بامتياز وأنت عاجز على أن تفرح قلبه بهدية، إنها أصعب لحظات العجز والألم".
لا دواء
هذا ويلفت الموظف الصحي المتقاعد ،عبدالخير يسلم بن ناصر، وهو يدير صيدلية بسيئون، لفت بالقول إلى أن سوء المعيشة في مقبل هذا الشهر الكريم انعكست إلى حد أن عجز الناس عن التداوي في العيادات الطبية ولجوئهم إلى التداوي بالأعشاب أو الرقية الشرعية.
وتحدث بن ناصر عن أصحاب الأمراض المزمنة الذين تعصف بهم قسوة الحياة والظروف المعيشية إلى جانب المرض، وقال:"نحن في الصيدليات نضطر للتعاطف مع حالاتهم المعيشية وندون أدويتهم بالآجل وبالتالي تجد أن معظم الصيدليات ومخازن الأدوية في سيئون مثخنة بسجلات الديون".
المشاورات .. عادة معهودة
وقال خالد فرج باجيدة ، موظف بمركز الوسائل التعليمية بوادي حضرموت والصحراء، "إن الراتب الذي استلمه يوم أمس لم يكفي لشراء قطمة أرز خمسة كيلو، و قطمة قمح خمسة كيلو، وعلبة زيت، لاندري كيف نعمل في باقي متطلبات المعيشة".
وأضاف:"بالرغم أننا جندنا أولادنا مع التحالف العربي وجعلناهم تحت تصرفه لتحرير البلاد من المليشيات الحوثية غير أننا تفاجأنا بأن توجههم إلى تحرير الحديدة، وهو خط أحمر وكذا التوجه إلى تحرير صنعاء أيضًا خط أحمر، واختلط علينا الأمر ولم نعد ندري من المتسبب في هذا الجحيم ومن الذي بيده الحل والله ينصف في الظالم، وإن كان لنا رجاء إلى الدول الشقيقة دول الجوار أن تفتح لنا منافذها البرية حتى تستقبلنا وعائلاتنا كنازحين ولو تنصب لنا مخيمات إيواء على الحدود، فالوطن أصبح جحيم لأبنائه".