وتمر فينا وتمر من حولنا فما الحياة سوى رحلة نصادف فيها مختلف الناس والأماكن والظروف ، فكم من فرحة صافحت قلوبنا ، وكم من حزن لامس وجداننا ، وكم من يأس ألم بنا ، وكم من خوف خنق أعناقنا، وكم من سعادة سعينا نحوها وآمال أنارت طريقنا ، وأرزاق أثلجت صدورنا ، وتحديات تعلمنا منها واكتسبنا من خلالها خبرة ، فالمقياس الحقيقي للنجاح هو عدد المرات التي نستعيد توازننا فيها بعد تعثرنا.
ولكن..!!
ماذا لو تأخرت الثمرة ؟
ماذا لو رحلنا عن الدنيا قبل أن نجني ثمار جهودنا ومساعينا؟
هل النجاح في عملنا يستلزم جني الثمار؟ وإن تأخرت هل نسميه فشلاً ؟
نحن في رحلة الحياة ، نسعى ونجتهد ، والنجاح هو تحديد الوجهة السليمة التي نسير عليها، والصبر والمثابرة في مواصلة هذا الطريق لأننا أحيانا نضيع و نخطئ، نبحث عن طرق ووسائل جديدة وشيئا فشيئا نتعلم ونتحول للأفضل ونتعاون في خلق بيئة أفضل لنا وللآخرين، إنها حياة بكل مزاياها وعيوبها ، والثبات في طريق الخدمة والبناء هو في حد ذاته نجاح كبير ، حتى وإن تأخرت الثمار.
ونجاحنا اليوم ..
إذن النجاح مرتبط بغرس البذور ، لا باستعجال الثمرة ، ودمتم سالمين